فصوله الثلاثة وسماها الشهر الصغير, احتفل فيها بأعياد مختلفة أي: أنه اعتبر السنة ٣٦٥ يومًا، وحيث إن الشمس لا تظهر في نفس موضعها السابق إلا كل ٣٦٥.٢٥ يومًا وربع يوم تقريبًا، أي: أن السنة الشمسية تزيد على دورة نجم الشعرى اليمانية بمقدار ١/ ٤ يوم؛ فإن ذلك قد أدى إلى اختلاط الأمر على المصري وأحس به؛ لأن السنة التي يعرفها كانت تنقص يوما عن السنة الشمسية في كل أربع سنوات, ومعنى هذا أن النجم الشعرى اليمانية لا يعاود الظهور مع الشمس في الأفق الشرقى في نفس اللحظة إلا كل "٤×٣٦٥=" ١٤٦٠ سنة، وقد ورد في كراسة تلميذ من عهد الأسرة التاسعة عشرة ما يدل على الحيرة من التباين بين التقويمين الشمسي والمصري المبني على دورة الشعرى اليمانية؛ حيث جاء فيها "خلصني "يا إلهي" من السنة المضطربة, إن الشمس لم تعد تشرق؛ فالشتاء يحل محل الصيف, وتسير الشهور القهقرى".
وقد لاحظ المؤرخون أن المؤرخ سانسريون "Censerion" سجل ظاهرة اجتماع الشعرى اليمانية والشمس وقت الشروق سنة ١٤٠م. ومعنى هذا أن تلك الظاهرة حدثت قبل ذلك سنة ١٣٢٠ق. م، سنة ٢٢٨٠ ق. م. وهكذا، وقد قدر هؤلاء المؤرخون أن المصريين توصلوا إلى معرفة السنة على أساس ٣٦٥ يومًا "دورة الشعرى اليمانية" منذ أن اجتمع هذا النجم مع الشمس في الأفق الشرقي في المرة السابقة لبدء العصر التاريخي على الأقل "حوالي سنة ٤٢٤٠ ق. م" أي: أن المصري بدأ تقويمه منذ المرة التي حدثت فيها هذه الظاهرة قبل معرفة الكتابة وقبل العصر التاريخي؛ ولكن ليس لدينا ما يؤكد هذه الفكرة وإنما هي مرجحة على أي حال.