يقسم هذا العهد إلى دوري نهوض تخللتهما فترة من الضعف, وهذان الدوران هما:
أ- الإمبراطورية الأشورية الأولى:
حينما تسلم الحكم "أدد نيراري الثاني" عمل على تقوية جيشه وبدأ في إخضاع بعض الأقاليم المجاورة, ثم تحالف مع مملكة بابل ونظم شئون الدولة، ولما تبعه "توكلتي ننورتا الثاني" زاد من تأمين طرق مواصلاته التجارية والعسكرية مع أطراف مملكته وشيد بعض القلاع والحصون.
ويعد خلفه "أشور ناصريال الثاني" رغم شهرته بالقسوة من أعظم ملوك الأشوريين؛ فقد وصلت فتوحاته إلى الجبال الشرقية والشمالية, وأدخل تحسينات كثيرة في الجيش والإدارة؛ حيث استخدم الخيالة على نطاق واسع, وقسم بلاده إلى ولايات يحكم كل منها أحد الولاة, وجدد بناء مدينة كالح "نمرود" وبنى فيها قصرًا فخمًا زينه بألواح كبيرة من الرخام نقشت عليها مناظر تمثله في حروبه وصيده وقدوم الأمراء الخاضعين له ومعهم الهدايا والجزية، ومن آثاره كذلك مسلة ضخمة عثر عليها في نمرود, وهي تحمل نقوشًا تبين أعماله خلال السنوات الخمس الأولى من حكمه.