سبق أن أشرنا إلى أنه كان قائد الجيش وأنه وصل إلى مكانة ممتازة، وكانت تؤهله لأن يكون أنسب رجال عصره لاعتلاء العرش بعد "توت عنخ آمون" لولا أن "آي" كان فيما يبدو ممن يمتون بصلة القرابة للبيت المالك.
والظاهر أن حور محب قضى معظم حياته قبل اعتلاء العرش في مدينة منف, وفي أثناء الفترة التي كان فيها قائدًا للجيش بنى لنفسه مقبرة فيها، ولم يعثر من هذه المقبرة إلا على بعض أحجار قليلة.
وقد شاهد الفوضى التي سادت عهد إخناتون وظلت آثارها عقب وفاته؛ ولكنه أظهر ولاءه وإخلاصه للعرش في أكثر من مناسبة, وخاصة في عهد "توت عنخ آمون" ونال لديه حظوة كبيرة، وحينما مات الملك "آي" لم يكن هناك من هو أكفأ منه، وأراد أن يكتسب شرعية اعتلائه للعرش, فتزوج من الأميرة "موت نزم" التي يظن أنها كانت أخت نفرتيتي.
ولما تولى الملك كانت الفوضى ما زالت ضاربة أطنابها والفساد منتشرًا في كافة الشئون؛ ولذا حرص كل الحرص على إزالة أسبابها؛ فسَنَّ القوانين ووضع من التشريعات ما ينص على محاربة الرشوة ومنع الظلم والقسوة وخاصة فيما يتعلق بمعاملة الرقيق وصغار المواطنين, وحرم تعطيل أي أمر من الأمور التي تتعلق باقتصاديات الدولة, كما حرم السرقة واستغلال العمال أو الفلاحين في العمل دون موافقة سادتهم، وقد فرض أقسى أنواع العقوبات على كل من يرتكب إحدى الجرائم، كذلك أصدر أمره بعمل كثير من الإصلاحات الإدارية وأصلح المحاكم وتشدد في عقوبة القضاة الذين يحيدون عن العدالة ونظم أمور الجيش ووضع نظامًا دقيقًا للبروتوكول.