سبقت الإشارة إلى أن رعمسيس الحادي عشر -آخر ملوك الأسرة العشرين- اضطر إلى الفرار إلى طيبة؛ لظهور أسرة قوية في الدلتا تمكن أحد أفرادها ويدعى "نسوبانبدد""سمندس" من اغتصاب العرش, ومن المحتمل أن زوجة هذا الأخير كانت من أصل ملكي مما يسر له الاستيلاء على الملك؛ بينما رحب حريحور كبير كهنة آمون في طيبة برعمسيس الحادي عشر وأبقاه إلى جانبه, وبذلك أصبح مطلق النفوذ في مصر العليا؛ لأنه كان -حتى قبل أن يلجأ إليه رعمسيس- يجمع السلطات الروحية والزمنية في يده؛ حيث إنه كان يجمع بين وظائف رئيس الكهنة وقائد عام الجيش وحاكم النوبة، أي أنه كان يتحكم في شئون الدولة الروحية والزمنية؛ فلما أصبح الملك الشرعي إلى جانبه لم ينازع سلطانه أحد في الجزء الجنوبي من مصر، ومنذ ذلك الوقت أصبح رؤساء كهنة آمون يهيمون على السلطات الزمنية والروحية في جنوب مصر, وخاصة لأنهم توارثوا في نفس الوقت قيادة الجيش وحكم النوبة، ورغم هذا فإن حالة البلاد الداخلية كانت سيئة على العموم.
ولم يعمر "حريحور" طويلًا كما أن ولده "بي عنخ" لم يعمر طويلًا هو الآخر حيث عاصرهما "سمندس"، وحينما توفي هذا الأخير تبعه في الحكم "بسوسنس الأول" الذي لا نعلم عن حكمه شيئًا يذكر، أما في طيبة