ظل البحث عن آثار هذا الدور فترة طويلة بطريقة غير منظمة وعلى أسس غير علمية؛ وعلى ذلك فإن أي خريطة لتوزيع ما عثر عليه في تلك الفترة من آثار هذا الدور تعطي نتائج خاطئة؛ لأنها مركزة في المناطق التي يكثر ارتيادها لسبب أو لآخر، ومع كل فمن بين الجهات التي وجدت فيها تلك الآثار قرقميش وملاطيا وحول العاصمة الحديثة أنقرة.
ومن الممكن تبعًا لذلك أن نستنتج أن الإنسان وجد في الأناضول منذ بداية الدور الحجري القديم، ومن المناطق التي لها أهمية خاصة منطقة آديامان "Adiyamau" التي تقع في حوض الفرات الأعلى بالقرب من ملاطيا "Malatya"؛ لأن الآثار التي وجدت بها تبين تعاقب معيشة الجماعات البشرية بها, كما أنها تعد بمثابة حلقة الاتصال الأولى بين حضارات الإقليم السوري من جهة وبين تلك التي وجدت في كردستان والقوقاز من جهة أخرى، ويجب ألا يغيب عن الذهن أن الدلائل الأثرية التي اعتمد عليها الباحثون حتى الآن تتكون في معظمها من مجموعات متفرقة من المخلفات السطحية ومن الآثار التي اكتشفت غير منتظمة في طبقات، أما النتائج التي أمكن التوصل إليها على أسس سليمة؛ فهي تلك المترتبة على الاكتشافات التي تمت في كهف كارين "Karain" بالقرب من أنطاليا "Antaly" حيث وجدت آثار حضارات