في بداية الألف الأول قبل الميلاد زاد استخدام الحديد وحدثت هجرة جديدة للشعوب الهندو أوروبية, وكان لهذين الحادثين أكبر الأثر في تاريخ آسيا.
ومن المحتمل أن الهجرة الهندو أوروبية الجديدة كانت تشبه الهجرة السابقة، وربما كانت من نفس المنطقة التي جاءت منها أيضًا؛ ففي سنة ١٢٠٠ قبل الميلاد تقريبًا اتجهت بعض الشعوب الهندو أوروبية إلى آسيا الصغرى وحطمت إمبراطورية الحيثيين، وكان الفلسطينيون الذين استقروا في فلسطين من بين شعوب هذه الهجرة وما زالت فلسطين تحمل اسمهم إلى اليوم, وقد وصلت هذه الهجرة عبر سورية إلى فلسطين وتقدمت نحو مصر إلا أن رعمسيس الثالث صدها، أما في إيران فإن الشعوب الإيرانية قد اخترقتها في بداية الألف الأول قبل الميلاد وأثرت عليها تأثيرًا مغايرًا لتأثير الغزوة السابقة التي حدثت قبل ذلك بألف سنة تقريبًا١, حيث إنهم لم يندمجوا في السكان الأصليين مثل ما فعله الحوريون والميتانيون والكاشيون من قبل؛ فقد وضعوا أنفسهم في مركز السيادة بعد أن تسللوا تسللًا بطيئًا إلى المنطقة, ثم تمكنوا بعدئذٍ من الخروج لغزو العالم، ولم تتمكن الشعبة الشرقية من هؤلاء الإيرانيين من التوغل جنوب هندكوش فاتجهت نحو الغرب