للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيًا- العناصر غير السامية:

الحوريون والميتانيون:

ظهر الحوريون في التاريخ من منتصف الألف الثالث ق. م. "أي: منذ العهد الأكدي"؛ حيث كانوا ممثلين بأعداد قليلة في شمال بلاد النهرين, شرقي نهر دجلة ثم زاد عددهم منذ عهد سلالة أور الثالثة١، وزادت مساحة الأراضي التي شغلوها في منتصف الألف الثاني ق. م. وأصبح لهم كيان سياسي في شمال بلاد النهرين وسورية وبعض جهات الأناضول، وفي ذلك الحين كان الساميون أكثرية في وسط الفرات وجنوب سورية وفلسطين، ويحتمل أنهم هم الذين غزوا أشور بعد شمش أدد الأول٢ وحمورابي، وبلغ نفوذُهُمْ أَوْجَهُ عندما أسسوا دولة قوية في شمال سورية بالإضافة إلى مكانتهم في العراق ولعبوا دورًا مهما في سياسة المنطقة. ومن بعد سنة ١٥٠٠ ق. م. تقلص نفوذهم في المنطقة؛ ولكنهم مع هذا كونوا في الإقليم الذي تركزوا فيه في شمال بلاد النهرين دولة قوية عرفت باسم مملكة ميتاني, يستدل من أسماء ملوكها على أن الطبقة الحاكمة فيها كانت من العناصر الهندو أوروبية؛ غير أننا لا نستطيع الجزم بالأصل الجنسي لعامة الحوريين.

وقد بلغ من قوة هذه الدولة أنها كانت تحكم المساحة الممتدة من البحر المتوسط ومرتفعات ميديا بما في ذلك أشور التي خضعت لنفوذها نحو قرن من الزمان, حتى تحررت في عهد ملكها آشور أوبلط الأول "حوالي ١٣٦٥-١٣٣٠ ق. م.".


١ انظر عودة الدولة السومرية في بلاد النهرين.
٢ ملك أشور الذي يعاصر حمورابي, وقد حكم حوالي ١٨١٤-١٨٧٢ ق. م.

<<  <   >  >>