للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالشجاعة والإقدام ثم يختتمها بتحية ولده وتمنياته له بالتوفيق, ويناشده عمل الخير والنشاط في إقامة المعابد الضخمة.

ومما يؤكد ما ورد في هذه النصائح تلك النصوص المعروفة باسم "قصة سنوهي"١؛ لأنها تروي أن سنوهي كان مع ولي العهد "سنوسرت" "الملك سنوسرت الأول فيما بعد" في حملة على ليبيا حينما وصل رسول من القصر وأبلغ الأمير برسالة سرية عاجلة بأن الملك أمنمحات الأول قد مات، وقد أتيحت الفرصة لسنوهي كي ينصت إلى الرسالة "ومن المحتمل أنه كان على علاقة بالمتآمرين" فخشي على حياته وفرَّ هاربًا إلى فلسطين؛ حيث أقام هناك وتزعم إحدى القبائل إلى أن وصل إلى سن الشيخوخة وحينئذٍ صدر أمر من السراي بالعفو عنه فعاد إلى وطنه، ويغلب على الظن أنه كان يمت بصلة القرابة لزوجة الملك أو ينتمي إلى أحد أفراد البيت المالك؛ ولذا صدر أمر العفو عنه بعد أن زال أثر المؤامرة من النفوس وخاصة لأنها لم تنجح تماما؛ حيث يبدو أن المتآمرين كانوا يهدفون إلى القضاء على "أمنمحات الأول" وإجلاس شخص آخر غير ولده سنوسرت على العرش أثناء قيام هذا الأخير بحملة على ليبيا, ولكن أمنمحات رغم إصابته البالغة ظل فترة على قيد الحياة تمكن فيها أعوانه من أن يمهدوا السبيل لعودة سنوسرت وجلوسه على العرش.


١ تناول كثير من الباحثين هذه القصة بالترجمة والتعليق ويمكن الرجوع في ذلك إلى:
Wilson ed. By Pritchard, "Ancient Near Eastern Texts" "Princeton ١٩٥٠" pp. ١٨-٢٣.

<<  <   >  >>