في نهاية عهده؛ حيث حدثت ثورة في سمنود بزعامة أميرها "نختنبو" الذي استطاع أن يؤسس الأسرة الثلاثين بعد أن توفي أخورس وخليفته "بساموتس" و"نفريتس الثاني"١.
ولا تذكر النصوص المصرية الكثير عن حكم "نختنبو الأول"؛ ولكن بعض مؤرخي اليونان وخاصة ديودور يسيرون إلى أن نختنبو الأول حارب الفرس وهزمهم، ولكن حروبه هذه لم تكن خارج مصر بل داخل الحدود المصرية, رغم أن نختنبو ذكر في نقوشه التذكارية قائمة ببلدان أجنبية أخضعها؛ غير أن هذه النقوش لا يمكن الأخذ بها؛ وخاصة لأننا نعلم أن الفرس بعد أن هزموا ملك قبرص وجدوا الفرصة سانحة للانتقام من مصر فتقدموا إليها, وعمد نختنبو إلى إقفال مصبات النيل السبعة وحصن كلًّا منها, كما حصن بلوزيوم إلى أقصى حد، ومع ذلك تمكن الفرس من الانتصار على المصريين في الفرع المنديسي؛ ولكنهم أرجئوا الهجوم على منف، وفي هذا الوقت حل الفيضان فساعد المصريين على المقاومة وانتصروا على الفرس الذين تراجعوا إلى بلادهم, وقد أوجد هذا الانتصار حالة من الاستقرار مكنت نختنبو من القيام ببعض الإصلاحات, وأشرك ولده "تيوس" في الحكم.
وحينما اعتلى هذا الأخير على العرش حاول تجديد التحالف مع اليونان؛ فأرسل نقودا إلى ملك إسبرطة وإلى ملك أثينا ليرسلا له جنودًا مرتزقة وتمكن بذلك من تجهيز جيش ضخم يعد أعظم ما عرفته مصر منذ أيام الدولة الحديثة، وسار على رأس جيشه إلى آسيا محرزًا انتصارات ساحقة في سورية حتى ظن أنه سيعيد الإمبراطورية إلى ما كانت عليه في عهد "نكاو", ولكن أخاه الذي تركه في مصر خانه, وألب عليه المصريين وخاصة الكهنة الذين أحنقهم