وقد اشتهرت دلمون بتمرها منذ أقدم العصور، ويغلب على الظن أن الساحل الشرقي لشبه جزيرة العرب كان ضمن مملكة دلمون, التي ازدهرت في الألف الثاني قبل الميلاد وكانت تضم الأحساء والبحرين.
وما زالت الآراء تختلف في أصل الدلمونيين؛ إذ يرى البعض أنهم جاءوا من الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة، وكانت لهم صلات مع العراقيين منذ عصر فجر الأسرات السومرية؛ بينما يرى البعض الآخر أن من المحتمل أن يكون السومريون القدماء قد جاءوا أصلًا من دلمون.
وقد تعرضت دلمون لغزوات كثيرة من ملوك بلاد النهرين؛ فقد غزاها سرجون الأكدي هي ومجان وملوخا وجلب منها سفنًا كثيرة، كما أشرنا إلى ذلك من قبل، كذلك حاول بعض الأشوريين ضمها إلى ملكهم. ومما يذكر في هذا الصدد أن سنحريب بعد أن دمر بابل سنة ٦٨٩ ق. م. أرسل إلى دلمون أمرًا بالخضوع ومعه بعض رماد حريق بابل كتهديد لها بنفس المصير؛ فبادر ملك دلمون بإرسال جزية وهدايا لسنحريب رمزًا لخضوعه له.
ويود بعض الباحثين أن يربط جنة عدن المذكورة في الكتب السماوية بمنطقة دلمون, ويستندون في هذا إلى ما تذكره الأساطير المسمارية التي تصفها بأنها أرض غريبة وإلى الأساطير العربية الشائعة في شبه الجزيرة التي تصفها كجنة ليس فيها إلا الخير والطهر، وإلى أن أسطورة سومرية عن الطوفان تشبه أسطورة جلجاميش تشير إلى دلمون كأرض مقدسة؛ ولكننا بالطبع لا نستطيع تأكيد ذلك.