للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى دمشق التي حالفها الحظ بانقسام مملكة العبرانيين إلى مملكتين "إسرائيل ويهودا" سنة ٩٢٢ ق. م؛ حيث أخذت تؤلب إحدى هاتين المملكتين ضد الأخرى، وتمكن ملك دمشق بنحدد الأول "٧٨٩-٨٤٣ ق. م." من أن يأخذ من ملك يهودا كنوزًا ثمينة من المعبد ومن القصر الملكي في أورشليم ثم هاجم إسرائيل وأخضعها "اسميًّا على الأقل" لسلطانه، وحينما تحالفت المدن السورية ضد شلمناصر الثالث١ كان ملك دمشق يرأس الحلف الذي لم يتمكن الأشوريون من الانتصار عليه انتصارًا حاسمًا، وبعد نحو سبعين عامًا أصبحت دمشق من الضعف بحيث هاجمها يربعام الثاني ملك إسرائيل؛ وذلك لأن هجمات أشور ضعضعت قوتها، وفي عهد تيجلات بلاسر الثالث اجتاح الأشوريون معظم المدن السورية وحاصروا دمشق وأسقطوها في سنة ٧٣٢ ق. م. وقتل ملكها, وبذلك انتهت السيادة الآرامية.

وحينما سيطر الفرس على سورية ومصر ازدهرت دمشق وأصبحت أهم المدن السورية, كما اتخذت الإمبراطورية الفارسية اللغة الآرامية إلى جانب الفارسية, واستخدمت الهجائية الآرامية شعوب أخرى حتى أصبحت واسعة الانتشار وتشعبت إلى لهجات يمكن ضمها في فرعين للآرامية, أحدهما يضم اللهجات الشرقية, والآخر يضم اللهجات الغربية، وما زالت بعض الجماعات في سورية وبلاد النهرين وأرمينية تستعمل الآرامية.

د- الشعب العبراني:

نزح العبرانيون من شبه جزيرة العرب إلى سورية عن طريق كنعان في نفس الوقت الذي وصلها فيه الآراميون تقريبًا، فتسلسل العناصر السامية التي وصلت


١ انظر أعلاه ص٢٨١.

<<  <   >  >>