استطاع أن يسحق الثورة وأنكر ولي عهده ونفاه وعين مكانه مورسيليس الذي كان أصغر منه، وخلفه بالفعل على العرش؛ ولكن كثرة تغيب هذا الملك الشاب في حملاته الحربية شجعت على حدوث المؤامرات ضده؛ حيث قتله صهره حانتيليس -الذي كان متزوجًا بأخته- بعد عودته من بابل, وبدأ عهد مليء بحوادث القتل والدسائس استمر أجيالًا عدة حتى آلت المملكة إلى حالة قريبة من الفوضى.
وقد توالت الأزمات وحلت الكوارث الخارجية في عهد حانتيليس؛ فالحوريون المقيمون بالجبال المحيطة ببحيرة وان "wan" والذين كان مورسيليس قد غزاهم من قبل, هاجموا الجزء الشرقي من المملكة الحيثية وتقدموا فيه حتى وصلوا إلى قرب العاصمة من الناحية الشمالية، ودمروا في طريقهم بعض المدن؛ مما جعل الملك يضطر إلى تقوية حصون حاتوساس نفسها.
وقد فقد حانتيليس وخلفاؤه معظم الأراضي التي كان أسلافهم قد استولوا عليها في الجنوب، ولم يتحسن الحال نوعًا إلا عندما اعتلى العرش تليبينوس الذي كان مغتصبًا؛ ولكنه كان على عكس أسلافه يمتاز بالمهارة؛ إذ نجح في تقوية مركزه بالتخلص من الذين نافسوه على السلطة ونجح في إنهاء حالة الفوضى التي استمرت حوالي خمسين عامًا, وذلك بسن قانون لاعتلاء العرش وتقوية الدولة الحيثية من الداخل ويعد هذا أعظم أعمال تليبينوس، ومن المحتمل أن القانون الذي أصدره عن كيفية اعتلاء العرش والتعليمات الخاصة بسلوك الملوك والأمراء هو الذي اتبع فيما بعد حتى آخر أيام الإمبراطورية.
أما سياسته الخارجية فتتلخص في أنه اكتفى بتأمين حدوده الدفاعية وتقويتها وطرد الغزاة البرابرة من شمال العاصمة وشرقها, كما يحتمل أنه أعاد غزو بعض الأراضي التي خرجت عن سلطان الحيثيين، وقد عقد معاهدة مع مملكة كيزواتنا "Kizzuwatna" وهو أول من ذكر أنه عقد معاهدة مع دولة أجنبية, وهذه