بعد سقوطها نحوًا من خمسة قرون, وظلت السجلات الأشورية تشير إلى سورية ومنطقة طوروس على أنهما أرض حاثي وتتحدث عن ملوك يحملون أسماء حيثية، كذلك يشير الكتاب المقدس إلى ملوك المقاطعات السورية كملوك للحيثيين واهتم الكثيرون منهم بإقامة آثار تحمل نقوشًا دونت بخط هيروغليفي لم يمكن تفسيره تمامًا حتى الآن، أي أن تقاليد الثقافة الحيثية ظلت منتشرة في المناطق الممتدة من ملاطيا إلى حدود فلسطين؛ حتى بعد أن تحولت هذه المنطقة إلى جزء من الإمبراطورية الأشورية، ولم تكن لغة تلك النقوش الحيثية الجديدة ولا الديانة التي نصت عليها هي التي استعملت في "حاتوساس"، وليست هي التي استعملها عامة الشعب الذين استوطنوا سورية في عهد الإمبراطورية الحيثية "لأنهم كانوا حوريين". وعلى هذا يبدو أن سورية قد اجتاحها شعب آخر جاء من إحدى المقاطعات الحيثية وكان يتخذ الحضارة الحيثية، ويحتمل أن المقاطعة هي "كزوواتنا" ويرجح أن ذلك لم يكن نتيجة غزو منظم؛ لأنه أدى إلى ظهور عدد كبير من الممالك الصغيرة في القرن ١٢ ق. م. تدل أسماؤها على أنها لم تكن على الإطلاق مجرد استمرار للممالك الحيثية القديمة التي كانت خاضعة للإمبراطورية في سورية, وأن معظم هذه الأسماء نشأ حديثًا، ونظرًا لأن الخط الهيروغليفي الحيثي يصعب تفسيره حتى الآن؛ فلا يمكن تتبع تاريخ هذه الممالك في إيجاز إلا عن طريق سجلات الدول المجاورة مثل: أشور وأورارتو "آرارات" وإسرائيل.
وأول ملك أشوري يصل إلى غرب الفرات بعد سقوط "حاتوساس" هو "تيجلات بلاسر الأول" الذي ذكر بأنه حارب حاتي العظمى ووصل إلى البحر المتوسط, ولا شك أنه كان يقصد مملكة "ميليد" ويدهشنا أن يذكر أن مملكة أخرى لحاتي العظمى قدمت له عند عودته فروض الطاعة والولاء وربما كان يقصد