وقد بدأت أشور تستعيد مجدها في عهد "أدادنيراري الثاني" وفي عهد خلفه "توكولتي نينورتا الثاني" ولم تنتبه الممالك السورية لهذا الخطر فاستطاع خليفتهما "أشور ناصر بال" أن يدعم فتوحات أسلافه سريعًا، وفي السنوات السبع الأولى من حكمه استولى على الإقليم الواقع شرق الفرات ولم تقاومه قرقميش عندما فرض عليها الجزية, وحينما عبر الجيش الأشوري الفرات واخترق سورية إلى الساحل لم تقاومه الممالك الحيثية الأخرى؛ حيث فشلت في الاتحاد ضد الغازي، ومع أنها حاولت الاتحاد بعد ذلك بنحو ١٨ سنة حينما عبر "شلمنصر الثالث" نهر الفرات؛ إلا أنها لم تنجح في المقاومة ووقع شمال سورية مرة أخرى في يد الأشوريين؛ غير أنهم اضطروا للانسحاب أمام المقاومة التي أبداها ملوك حماة ودمشق, التي كان يعاونهم فيها ١٢ أميرًا من أنصارهم وخاصة من الساحل الفينيقي رغم أن المتحالفين قد تكبدوا خسائر فادحة، ومع هذا فقد عاد "شلمنصر الثالث" إلى الهجوم على دمشق في السنوات التالية حتى ضعفت وتمكن "أدادنيراري الثالث" بمساعدة زاكير الآرامي "الذي كان قد استولى قبل بضع سنوات على حماة الحيثية" من إخضاعها, وبذلك ادعى أدادنيراري السيادة على حاتي وأمورو وبالاشتو جميعها.
وقد ضعفت سلطة الآشوريين بعد ذلك فترة لا تقل عن نصف قرن بسبب ظهور منافس جديد في الجبال الشمالية يتمثل في مملكة أورارتو التي استنفدت الجزء الأكبر من جهود ملوك أشور، ومن المحتمل أن الدولة الحيثية في شمال سورية كانت تشعر بشيء من التقارب الجنسي أو الثقافي مع هذه المملكة الجديدة، أما جنوب سورية فقد أصبح كله آراميًّا، وهكذا انقسمت سورية إلى قسمين: حيثي وآرامي, ثم انتهت هذه الحالة فجأة بنهضة أشور مرة ثانية بقيادة "تيجلات بلاسر الثالث" فقد نجح هذا الملك في السنة الثالثة من حكمه في التقدم غربًا