الأخرى ولكن لا يوجد من النصوص التاريخية ما يدل دلالة قاطعة على أن دويلات المدن كانت تحكمها هيئات جماعية؛ بل ولا نجد في تاريخ هذه المدن إلا حكامًا أو ملوكًا كانوا يتلون الآلهة في المرتبة.
وقد وصلتنا بضع وثائق تحتوي على أسماء الملوك الذين حكموا في هذه المدن ومدة حكمهم، وقد وردت السلالات الحاكمة في المدن المختلفة متتالية الواحدة بعد الأخرى رغم أن بعضها على الأقل كان يعاصر البعض الآخر، وقد اتفقت هذه الوثائق في الإشارة إلى حدوث فيضان كبير أو طوفان "أهلك الحرث والنسل" يحاول كثير من الباحثين الربط بينه وبين الطوفان المشار إليه في الكتب السماوية, كذلك تفصل هذه الوثائق بين الملوك الذين حكموا قبل الطوفان وأولئك الذين حكموا من بعده، وقد أمكن التوصل إلى قائمة بملوك سومر جمعت من ١٥ وثيقة مختلفة من تلك الوثائق١, وهي تمدنا بهيكل تاريخي لسومر منذ أقدم العصور إلى القرن "١٨ ق. م." وقت كتابة هذه الوثائق.
وهذه القائمة تشير إلى الأبطال الذين عاشوا في العصر الأسطوري لسومر؛ فتذكر أن الملكية هبطت من السماء إلى مدينة أريدو أولًا؛ حيث حكم فيها ملكان لمدة لا تقل عن ٦٤.٨٠٠ سنة، وانتقلت بعد ذلك إلى بادتبيرا "تل المداين قرب تللو"؛ حيث حكم ثلاثة ملوك منهم الإله تموز "إله النبات" لمدة ١٠٨.٠٠٠ سنة, ومنها إلى لارك "قرب كوت العمارة"؛ حيث حكم ملك واحد لمدة ٢٨.٨٠٠ سنة, ثم إلى سيبار "أبو حبة"؛ حيث حكم ملك واحد لمدة ٢١.٠٠٠ سنة, ثم إلى شوروباك "تل فرا" حيث حكم ملك واحد لمدة ١٨.٦٠٠ سنة, وبعدئذٍ جاء الفيضان.
وبعد زوال الفيضان هبطت الملكية ثانية من السماء إلى كيش "شرق بابل"؛ حيث تكونت فيها السلالة الأولى من ٢٢ ملكًا, حكموا بمعدل ١٠٠٠ سنة