للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحرب ثانية بين "أنتمينا" ابن أخي "إياناتم" وبين أوما التي كان ملكها يعاونه "ملوك أجانب" يحتمل أنهم ملوك ماري، وعلى ختمين أسطوانيين يوجد نصطويل يشير فيه "أنتمينا" إلى ما حدث في الماضي من أنه قضى على قوات أوما وقاوم حاكمها "مخرب الحقول والزراعات، الناطق بالسوء" وحفر خندقًا كحدود دائمة بين المدينتين المنافستين، كذلك نعلم من مصادر أخرى أن "أنتمينا" أبرم معاهدة سلمية مع جاره القوي "لوجال- كينيش- دودو" ملك أورك الذي وحد أورك وأور في مملكة واحدة, وانتهى حكمه في سلام ورفاهية؛ ولكن بعد سنوات قلائل تدهور الموقف ثانية في لجش واستولى كهنة "ننجرسو"١ على الحكم نحو عشرين عامًا وزادوا في ممتلكاتهم على حساب الآلهة, وبعد ذلك أطاح بهم "أوروكاجينا"٢ الذي عرف بإصلاحاته الاجتماعية؛ ولكنه لم يحكم سوى ٨ سنوات, ثم استطاع "لوجال زاجيزي" حاكم أوما أن يستولي على لجش وأن يدمرها وبعدئذ استولى على أورك ونصب نفسه ملكًا عليها ثم تقدم لغزو بقية سومر, ونجح على ما يبدو في ذلك حيث دون على إناء مذري لإنليل عثر عليه في نيبور, أن غزواته شملت كل بلاد النهرين وسورية.

ومن العسير الاعتقاد بأنه امتلك هذه الإمبراطورية، ويحتمل أن ملك الوركاء تمكن من الحصول على اعتراف الساميين في ماري بخضوعهم له أو الاتحاد معه وكان هؤلاء بدورهم لهم نفوذ على الساميين في سورية. وعلى أي حال لم تستمر إمبراطورية لوجال زاجيزي أكثر من حكمه الذي استمر ٢٥ سنة؛ حيث قضى عليه وعلى إمبراطوريته الأمير السامي سرجون ملك أكاد.


١ معبود مدينة لجش.
٢ يعد أول مشرع في تاريخ البشر, وعن تشريعاته أخذ حمورابي قانونه.

<<  <   >  >>