لم يستمر طويلًا؛ لأن "أورنمو" مؤسس الأسرة الثالثة في أور سرعان ما أعلن الثورة على "أوتو حيجال" وانتزع منه السيادة, وأعلن نفسه ملكًا على دولة سومر.
وكان أورنمو "Ur - Nummo" من قواده في أول الأمر؛ ولكنه استطاع أن يبرز في أور, وأن يمد نفوذه إلى ما وراء حدودها؛ فضم عددًا من المدن تحت سلطانه وأعلن نفسه ملكًا في أور على دولة سومر, وبذلك أسس أسرة أور الثالثة التي يعد عصرها "عصر أور الذهبي" لما ظهر فيه من تقدم ورخاء.
وقد قام أورنمو بإصلاحات كبيرة؛ فأعاد بناء ما تهدم من المعابد وأعاد حفر شبكة القنوات التي كانت تعتمد عليها ثروة البلاد، وقد عثر على نسخة من القانون الذي وضعه قبل قانون حمورابي بثلاثة قرون تقريبًا, ومن أهم الآثار التي تركها معبد أور المدرج المعروف باسم زقورات أور"Ziggorat" ١ شكل وكان مبنيًّا باللبن في درجات يعلو بعضها البعض, تؤدي إلى الأماكن التي تعلو البناء, وقد ترك لنا أورنمو نقوشًا تبينه وهو يتعبد في المعبد كما تبين بعض مناظر عملية بنائه, وكان جوديا رابع أمير في أسرة لجش الثانية يعاصر "أورنمو" أو خلفه "شولجي"، وقد اشتهر هذا الأمير بأعماله العمرانية وتشجيع التجارة مع كثير من أقطار الشرق الأدنى مثل عيلام وسورية والأناضول, وقد عمل على رفاهية رعيته طوال مدة حكمه التي بلغت ثلاثين عامًا وكان تفانيه في خدمة الدين من الأسباب التي جعلته يترك آثارًا تفوق آثار غيره من أمراء المدن السومرية.
١ أراد البعض مقارنته بالهرم المدرج وبمباني الهنود الحمر في المكسيك؛ إلا أن الوظائف المخصصة لكل من هذه المباني تختلف عن وظائف الأخرى، فالهرم المدرج عبارة عن مقبرة ملكية, أما زاقورات أور ومباني الهنود الحمر المدرجة في المكسيك فهي عبارة عن معابد، والجزء الأساسي من الهرم المدرج هو حجرة الدفن التي تقع تحت سطح الأرض بأسفل الهرم, أما في زقورات أور ومعابد المكسيك فإن الجزء الأساسي هو الذي في أعلى البناء وهو الهيكل نفسه، وربما كانت الدرجات التي تؤدي إلى أعلى البناء في زقورات أور تغطى بالطمي لزراعة بعض النباتات.