الآلهة بين العاصمة وأمهات المدن البابلية في بداية كل عام وأصبح ملوكها مجرد أسماء في قائمة، ومن المحتمل أن بعض القبائل الآرامية استقرت بين حوض نهر دجلة الأدنى وحدود عيلام, وكان من بين هؤلاء الكلدانيون الذين تمكنوا من الإغارة على سومر, ثم قدر لهم أن يبعثوا النهضة إلى بابل من جديد بعد نحو ٣٠٠ سنة. ويمكن اعتبار سقوط الأسرة الكاشية الحاكمة في بابل نقطة مهمة في تاريخ بلاد النهرين؛ ولكن أهميتها لا تقاس بالنسبة لما جرى من أحداث في الشرق الأدنى خلال القرن الثاني عشر ق. م.؛ فقد اختفت مملكة الحيثيين في آسيا الصغرى وتضعضعت قوة مصر وأصبحت فريسة للانقسامات الداخلية, واستقر الفلسطينيون في كنعان؛ بينما كان موسى يقود شعبه إلى الأرض الموعودة, والرحل الآراميون يهددون الأمراء السوريين وملوك أشور, وفي الغرب البعيد كان اليونان الدوريون يغيرون على شبه الجزيرة الهللينية، وهكذا تحرك الهندو أوروبيين ثانية إلى غربي آسيا؛ حيث نشروا استعمال الحديد وبدءوا صفحة جديدة في تاريخ الإنسانية وأحدثوا سلسلة من الحركات الجنسية والسياسية كان لها أثرها السريع في تغيير معالم الشرق الأدنى.