الصحراء على طول الطريقين الرئيسين اللذين يحفان بسلسلتي الجبال العظيمتين "البرز في الشمال ومكران في الجنوب"، وكان لهذا أثره بالطبع؛ حيث نجد أن أهم المواقع الأثرية مثل: سيالك "قرب قاشان" ودمغان ومشهد وغيرها, فهي تقع في هيئة قوس حول الصحراء الملحية سالفة الذكر.
وهكذا نجد أن الهضبة الإيرانية -من الوجهة الطبيعية- تعتبر مجزَّأة إلى مناطق منفصلة غير متجانسة لا يسهل توحيدها كما أن الدفاع عنها عسير، ومع أن هذه كانت حالها في تاريخها الطويل، ومع أن أهلها عاشوا مشتتين في الواحات والسهول الزراعية الضيقة؛ فقد استطاعوا خلق مدنية تركت طابعها في كثير من المدنيات الأخرى١.