صناعة الأواني الفخارية وزادت زخرفتها حيث زينت بمناظر حيوانات وطيور رسمت بلون أسود على أرضية حمراء، وكثر استخدام النحاس وإن كان ما زال يطرق ولا يصب في قوالب ولم يتعدَّ استخدامه صناعة بعض الأواني والدبابيس، كذلك كثرت أدوات الزينة واستخدمت فيها مواد جديدة مثل العقيق وغيره من الأحجار البراقة، ومن الحيوانات التي استأنسها إنسان هذه الحضارة كلاب الصيد والخيل الصغيرة الحجم؛ بالإضافة إلى الماشية والأغنام التي عُرف استئناسها من العصر السابق.
سيالك٣:
يظهر في هذه الحضارة تطور معماري جديد؛ إذ أصبح شكل اللبن منتظمًا بعد أن صار يصب في قوالب, وأصبحت القرى تخترقها ممرات طويلة ضيقة ومتعرجة تفصل بين الملاك المختلفين, وكانت المنازل تزود بأبواب ونوافذ صغيرة ضيقة؛ ولكن كان مما يساعد على زيادة إضاءتها أن جدرانها لم تكن مستقيمة بل كانت ذات مداخل ومخارج أو فجوات على أبعاد منتظمة, وكانت تزينها من الخارج قطع من الأواني الفخارية الكبيرة, ويرجح البعض أنها ثبتت في الجدران لحمايتها من الرطوبة، كذلك كانت تطلى باللون الأحمر كما في العصر السابق أو باللون الأبيض الذي أخذ يظهر في بيوت هذا العصر، وقد ظل الموتى يدفنون تحت أرضية المنازل وفي الوضع المقرفص أيضًا، وزادت كمية الأثاث الجنزي وكثرت التقدمات.
ومن أهم الاختراعات في هذا العصر عجلة الفخار التي ساعدت على خلق كثير من الأشكال في صناعة الأواني, كذلك أدخلت أنواع عديدة من الزخارف "انظر شكل ٣٥"، ونتبين في رسوم الفخار أنها مرت بثلاث مراحل: الأولى: كانت الكائنات فيها ترسم على حقيقتها، والثانية: رسمت فيها الكائنات