ثم وضعت بعد ذلك رموز أخرى من الكائنات الحية "شكل ٣٦" والنباتات التي كانت تستوحى من رسوم الفخار.
وكان التقدم واضحًا في كل مضمار أثناء هذه المرحلة الحضارية إذ ارتقت الحياة الاجتماعية؛ حيث انتظمت الجماعات المختلفة في مدن كبيرة في مناطق السهول وخاصة في سوسة؛ فقد ظهرت أول حكومة مدنية في عيلام، أما المناطق الأخرى من الهضبة فإن قلة عدد السكان وتفرقهم في أماكن متباعدة كان سببًا في تأخر نمو هذه الجماعات وانتظامها في مدن كبيرة.
"شكل ٣٦" أختام بها زخارف هندسية الشكل
ولم يعثر على ما يمثل هذه المراحل الحضارية الثلاثة سالفة الذكر مجتمعة في أي من الأماكن الأثرية بالهضبة؛ ففي جيان "قرب نهاوند" وتل باكون وسوسة مثلًا لم تستقر الحضارة فيها إلا من نهاية عصر سيالك٢ وبعدها أخذت بعض المظاهر الحضارية ومن بينها الفخار الملون تنتشر في كل أنحاء الهضبة وخارجها، ثم أخذت صناعة الفخار والمعادن تخطو في تقدمها خطوات موحدة تقريبًا وإن وجدت مميزات فردية لكل منطقة, حيث أخذ كل مصنع يميل إلى أشكال معينة ويتأثر بمؤثرات خاصة، وقد مهد ذلك إلى تطور الحضارة في منطقة عيلام قبل دخولها في عصرها التاريخي.