للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أقعده بجانبه، نبه شأن السيرافي وخاصة في النحو إلا أنه كان بصري النزعة، وكان بينه وبين أبي الفرج الأصبهاني ما بين المتعاصرين، وألف الكتب القيمة، فشرح كتاب سيبويه بما لم يسبق إليه، حتى حسده أترابه، وله كتاب أخبار النحويين البصريين، وهذا الكتاب من المراجع التي اعتمدنا عليها، توفي ببغداد سنة ٣٦٨هـ١.

٢- ابن خالويه: هو أبو عبد الله الحسين بن محمد "في الذهبي: ابن أحمد" نشأ بهمذان، ووفد إلى بغداد وأخذ عن "ابن الأنباري وابن دريد" وغيرهما، وقرأ على السيرافي، ثم توطن حلب وعطف عليه سيف الدولة، وله مع المتنبي مناظرات، وكان كوفي النزعة قصير الباع في النحو طويله في اللغة، يشهد بذلك ما ساقه في انتصاره لثعلب عند رده الاعتراضات العشرة التى فند بها الزجاج نصف كتابه "الفصيح" كما سبق التنويه عن ذلك في ترجمة الزجاج، وقد ذكر ردود ابن خالويه مبسوطة السيوطي بعد ذكر اعتراضات الزجاج في الأشباه والنظائر "الفن السابع" في الجزء الرابع، وغير خاف أن للنزعة الكوفية في نفس ابن خالويه أثرها في الدفاع عن ثعلب، ومن مؤلفات ابن خالويه في العربية كتاب "ليس في كلام العرب" توفي بحلب سنة ٣٧٠ هـ٢.

٣- الفارسي: هو أبو على الحسن بن أحمد، نشأ بفسا "من بلاد فارس" ثم ورد بغداد فأخذ النحو عن "الزجاج ومبرمان وابن السراج وابن الخياط" وغيرهم، ثم طار صيته في الأقطار الإسلامية ورفع من شأن المذهب البصري، فاتصل بملوكها ونال الزلفى عند سيف الدولة الحمداني بحلب مدة أوغرت صدر ابن خالويه الذي كان عالم بني حمدان، ولهذا لما ألف كتابه


١ ترجمته في سائر المعاجم، والحادثة مذكورة أيضا في أمالي ابن الشجري المجلس الخامس والأربعين "والنجوم الزاهرة سنة ٣٦٨".
٢ وتوفي في هذه السنة أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري صاحب تهذيب اللغة.

<<  <   >  >>