للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غلط إلا في موضعين هذا أحدهما فإنه يسلم أنها تعرب إذا أفردت فكيف يقول ببنائها إذا أضيفت؟ ".

ومنذ ألف الكتاب ما فارقه النحو وما تخلف هو عنه بل كانا يقيمان معا ويرحلان معا، فطوف معه وانتقل من البصرة إلى الكوفة، ثم بغداد ثم الأندلس والشام ومصر، وسنذكر نبذة عنه إن شاء الله في الطور الرابع عند الكلام على علماء الأندلس، تتبين منها إقبال الأندلس عليه وتقديرها له، وبعبارة أخرى احتفاء المغاربة به بعد المشارقة، وفي خزانة الأدب للبغدادي الشاهد السابع والخمسين نبذة عن الكتاب.

ولقد قدر لهذا العبقري أن تكون منيته في أمنيته، حببت إليه التوجه إلى بغداد لمنازلة الكسائي الذي كان ينفس عليه ما نال من جاه كبير ومال وفير، ثقة منه بالظفر عليه، فتلاقى القرينان وجرت بينهما تلك المناظرة المشئومة التي سلف الكلام عليها، فخاب الأمل، وفارق سيبويه بغداد مقهورا، وعز على نفسه أن يعود إلى البصرة بعد هذا الخزي والخذلان، فاستقدم تليمذه أبا الحسن الأخفش في طريقه إلى بلده في فارس، وبث إليه حزنه، وما كاد يرد بلده حتى اشتدت علته، فمات في ريعان شبابه قبل جل شيوخه رحمه الله سنة ١٨٨هـ.

٢- اليزيدي: هو أبو محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي مولى بني عدي، نشأ بالبصرة وتلقى عن "أبي عمرو بن العلاء وابن أبي إسحاق١ والخليل ويونس" وغيرهم، ثم اشتهر فضله فيها وعرف باللغة والنحو وأخبار الناس، وعرضت فتنة بالبصرة اقتضت اختفاءه عنها، ثم ظهر بعد في بغداد عند يزيد بن منصور الحميري خال المهدي فأدب أولاده ونسب إليه ولقب باليزيدي من هذا الحين، وسرى هذا اللقب في أولاده


١ في المزهر أن اليزيدي توفي سنة ٢٠٢ "كما هنا" وله أربع وسبعون سنة فكيف يتلقى عن ابن أبي إسحاق المتوفى سنة ١١٧، أو ١٢٩، كما سبق.

<<  <   >  >>