للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال البحتري في محمد بن إسحاق بن إبراهيم

زينت به الشرطة لما غدا ... إليه منها النهى والأمر

كأنما الحربة في كفه ... نجم الدجى شيعهُ البدرُ

ومثله قول ابن الرومي

لو تراهُ خلف السنانِ يهاوي ... هِ لأبصرتَ ماضياً خلفَ ماضِ

ولشبهت ذا وذاك شهابي ... نِ بليلٍ تهاويا بانقضاضِ

وله يصف جمة

كأنَّ بناتِ الماء في صرحِ متنها ... إذا ما علا تيارها وترفعا

زرابي كسرى بثها في صحابةٍ ... ليحضر وفداً أو ليجع مجمعا

تريك ربيعاً في خريفٍ وروضةً ... على لجةٍ بدعاً من الأمرِ مبدعا

وقال زهير

تراه إذا ما جئتهُ متهللا ... كأنك معطيهِ الذي أنت سائله

وقال ابن هرمة

حمدناك بالعرفِ الذي قد صنعتهُ ... كما حمد الساري السري حين أصبحا

وقال ابن الرومي

كل الخلال التي فيكم محاسنكمْ ... تشابهت فيكم الأخلاقُ والخلقُ

كأنكم شجر الأترجِ طابَ معاً ... حملاً ونوراً وطابَ العودُ والورقُ

وقال الطائي يهجو

عثمانُ لا تلهجْ بذكرِ محمدٍ ... ينهاك طول المجدِ عنه وعرضهُ

فكأن عرضك في السهولةِ وجههُ ... وكأنَّ وجهك في الحزونةِ عرضهُ

وقال ابن المعتز

قل لمن حيا فأحيا ... ميتاً يحسب حياً

ما الذي ضرك لو بق ... يت لي في الكأسِ شيا

أتراني كنتُ إلا ... مثل من قبلَ فيا

وقال ابن الرومي يهجو

كأنني بك قد قابلتَ بادرتي ... بالخرقِ تخبط فيها خبط عميتِ

كمتقٍ لح نارٍ فاستعدَّ لها ... بالجهل درعينِ من نفطٍ وكبريتِ

فكان عوناً عليه ما استعانَ به ... وشتتتهُ يداه أي تشتيت

وقال إبراهيم بن العباس في ابن الزيات نحوه

وإني وإعدادي لدهري محمداً ... كملتمسٍ إطفاء نارٍ بنافخِ

وقال ابن الرومي يهجو

يابنَ الزيوفِ التي أراها ... طارتْ فصيدتْ بكفِ قرطمْ

تعرضُ عرض الطعامِ جهراً ... في كل وقتٍ على مسلمْ

وكلهم قائلٌ هنيئاً ... لا يرتضي وطئها بمنسم

وللمسيب بن علس المتقارب

تبيتُ الملوكُ على عتبها ... وشيبان إنْ عتبتْ تعتبُ

وكالشهدِ بالراحِ أخلاقهمْ ... وأحلامهم منهما أعذبُ

وكالمسكِ ريح مقاماتهم ... وريح قبورهم أطيب

ولعبدة بن الطبيب يرثي قيس بن عاصم المنقري

عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ما شاء أن يترحما

تحية من أوليته منك نعمةً ... إذا زار عن شحطٍ بلادك سلما

وما كان قيسٌ هلكهُ هلكَ واحدٍ ... ولكنه بنيانُ قومٍ تهدما

وللطائي في الأفشين

كم نعمةٍ للهِ كانت عنده ... فكأنها في ظلمةٍ وإسار

كسيت سبائب لؤمهِ فتضاءلتْ ... كتضاؤل الحسناء في الأطمارِ

ولابن الرومي يستهدي رجلاً قدم من سيراف

أقسمتُ بالراحِ إذا أعملتْ ... واصطفق المزمار والمزهر

لو جاءنا العود وأتباعه ... وخيرهن العنبر الأخضر

لقد غدا يثني به شعرنا ... أضعاف ما يثني به المجمرُ

ولو أتى الكافورُ قلنا يدٌ ... بيضاءُ كالكافورِ لا تكفرُ

أو جاءنا من عندكم مركبٌ ... أحمرُ كالشعلةِ أو أشقرُ

مصرصرٌ لكنه صلبٌ ... عقاربُ الدارِ له تذعرُ

ما صر إلا ولنا نطقهُ ... بالشكرِ لا نحسرُ أو يحسرُ

ولابن المعتز يصف ديكاً المنسرح

بشر بالصبحِ طائر هتفا ... صاحَ من الليلِ بعدَ ما انتصفا

مذكراً بالصبوحِ صاحَ بنا ... كخاطبٍ فوق منبرٍ وقفا

صفق إما ارتياحةً لسنى الفجرِ وإما على الدجى أسفا

وله أيضاً يصف ديكاً المنسرح

وصاحَ فوق الجدارِ مشترفاً ... كمثل طرفٍ علاهُ أسوارُ

ثم غدا يسئل الفرات عن آلْ ... أزراقِ منها ثغر ومنقارُ

رافعُ رأسٍ طوراً وخافضه ... كأنما العرفُ منه منشارُ

وقال ابن الرومي المتقارب

فقدتك يابنَ أبي طاهرٍ ... وأطعمتُ ثكلك من شاعرِ

فلستَ بسخنٍ ولا باردٍ ... وما بين ذين سوى الفاترِ

وأنت كذاك تعشى النفو ... سَ تعشيةَ الفاترِ الخاثر

وله فيه المتقارب

<<  <   >  >>