من لم يعاين أبا نصرٍ وقاتلهُ ... فما رأى ضبعاً في شدقها سبعُ
فيم الشماتةُ إعلاناً بأسد وغًى ... أفناهمُ الصبرُ إذ أبقاهم الجزع
وقال أوس بن حجر
معازيل حلالونَ بالغيب وحدهمْ ... بعيماءَ حتى يسئلوا الغد ما الأمرُ
فلو كنتم مر الليالي لكنتم ... كليلة سرٍّ لا هلالْ ولا بدرُ
وقال الأخطل
أما كليبُ بن يربوعٍ فليس لهم ... عند المكارمِ إيرادٌ ولا صدرُ
مخلفونَ ويقضي الناسُ أمرهمُ ... وهم بغيبٍ وفي عمياء ما شعروا
وقال جرير في بني لجإ
ويقضى الأمر حين تغيب تيمٌ ... ولا يستأذنونَ وهم شهودُ
وإنك لو رأيت عبيد تيمٍ ... وتيماً قلتَ أيهم العبيدُ
وقال آخر مثل شعر أوس
فلو كنتِ أرضاً كنتِ ميثاءَ سهلةً ... ولو كنتِ ليلاً كنتِ صاحبةَ البدرِ
ولو كنتِ ماء كنتِ ماء غمامةٍ ... ولو كنتِ نوماً كنتِ تعريسةَ الفجرِ
وقال آخر
لو كنتَ ماء لم تكنْ بعذبِ ... أو كنتَ طرفاً لم تكنْ بندبِ
أو كنتَ لحماً كنتَ لحمَ كلبِ ... أو كنتَ سيفاً كنتَ غيرَ عضبِ
وأنشد المبرد
لو كنتَ ماءً لم تكنْ طهورا ... أو كنتَ ريحاً كانت الدبورا
أو كنتَ غيماً لم تكنْ مطيرا ... أو كنتَ مخاً كنتَ مخاً ريرا
وقال ابن الرومي يهجو
أأبيت يوسفُ دعوةَ المستصغرِ ... ويلَ التي حملتك تسعةَ أشهرِ
بظراءَ عنبلها كعظمِ ذراعها ... بخراء ثم أتت بأعمى أبخرِ
وتبيتُ بين مقابلٍ ومدابر ... مثل الطريقِ لمقبلٍ ولمدبرِ
كأجيرٍ المئشارِ يجتذبانهِ ... متنازعين في فليجِ صنوبرِ
وله في أبي الحسن المنسرح
صيغَ الحجى من سكونهِ صيغاً ... راقتْ وصيغَ الذكاءَ من حركهْ
أخو فعالٍ كأنَّ زهرَ نجو ... مِ الليلِ مطبوعةٌ على سككهْ
كأنما القطرُ من ندى يدهِ ... والبرقُ من بشرهِ ومن ضحكهْ
ولعلي بن محمد العلوي الهزج
وبيتٍ قد بنينا فا ... ردٍ كالكوكبِ الفردِ
رفعنهُ على أعم ... دةٍ من قضبِ الهندِ
على حقفِ نقى مثلِ ... تداريجِ قفا جعدِ
ولأبي نواس
وخيمةِ ناطورٍ برأسِ منيفةٍ ... تهمُّ يدا من رامها بزليلِ
وضعنا بها الأثقالَ فلَّ هجيرةٍ ... عبوريةٍ ت ذكى بغيرِ فتيلِ
تأيتْ قليلاً ثم فاءتْ بمذقةٍ ... من الظلِّ في رثِّ الأباءِ ضئيلِ
كأنَّ لديها بينَ عطفيْ نعامةٍ ... جفا زورها عن مبركٍ ومقيلِ
يذكر أنه قصد خيمة الناطور وقت الهاجرة وعبورية يعني وقت الشعري العبور وهي متوسط السماء في أشد الحر وقوله تأيت قليلاً يعني أن الشمس اعتدلت في الجو ثم مالت وفاءت من الفيء والظل ما لم تقع عليه الشمس والفيء ما كانت عليه ثم مالت عنه، والظل للغداة والفيء للعشي والإباء أطراف القصب فشبه خيمة الناطور بنعامة غير باركة وقال مسلم بن الوليد
فأقسمتُ أنسى الداعيات إلى الصبا ... وقد فاجأتها العينُ والسترُ واقعُ
فغطتْ بأيديها ثمارَ صدورها ... كأيدي الأسارَى أثقلتها الجوامعُ
وقال البحتري يهجو المنسرح
كأنَّ في فيه لقمةً عقلتْ ... لسانهُ فالتوى على جنفِ
يحركْ رأسهُ توهمهُ ... قد قام من عطسةٍ على شرفِ
وقال ابن الرومي
عليَّ دينٌ ثقيلٌ أنتَ قاضيهِ ... يا من يحملني ديني رجائيهِ
لا تجعلني كراجي الغيثِ أضعفهُ ... وإنما آملُ الإسعاءِ راجيهِ
وقال الناجم في ابن خبازٍ وذكر أمه
شمطتْ إستها بغلمةِ فرجٍ ... فركتهُ كلحيةِ الخبازِ
فرجها واستها الرحيبة كالبح ... رينِ لكن لم يحجزا بحجاز
عجبي من بيوت آل خبازٍ ... كبيوتِ الشطرنجِ كل منازِ
كم رأينا الأيور تنحو خصاهمْ ... كانتحاء التيارِ للأجوازِ
وقال الحطيئة
وقد مدحتكم عمداً لأرشدكمْ ... كيما يكون لكم متحي وإمراسي
فما ملكتُ بأنْ كانت نفوسكم ... كفاركٍ كرهت ثوبي وإلباسي
وقال البحتري يمدح
سحابٌ إذا أعطى حريقٌ إذا سطا ... له عزةُ الهنديِّ في هزةِ الغصنِ
لجأنا إلى معروفه فكأننا ... لمنعتنا فيه لجأنا إلى حصنِ