للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأنه أنتَ يا منْ لستُ أذكرهُ ... وصلٌ وهجٌ وتقريبٌ وإبعادُ

وقال آخر

كأن عيونَ القومِ حين يرونهُ ... عيونُ ضعافِ الطيرِ أبصرنَ بازيا

وكالعسلِ الصافي لأصحابِ ودهِ ... وسمٌّ يذيقُ الكاشحينَ القواضيا

ونحوه قول بعضهم في قتل عمرو بن سعيد الأشدق

كأن بني مروانَ إنْ يقتلونهُ ... بغاثٌ من الطيرِ اجتمعنَ على صقرِ

وقال ابن الرومي المجتث

تأملُ العيبِ عيبُ ... ما في الذي قلتُ ريبُ

والشعر كالعيش فيه ... مع الشبيبةِ شيبُ

فليصفحِ الناسُ عنه فطعنهمْ فيه غيبُ

حتى يعيش جريرٌ ... لعيبهِ أو نصيبُ

ومثل قوله والشعر كالعيش فيه قوله المنسرح

صبراً جميلاً فإنها بكرُ ال ... عيشِ ولا بدَّ من ودائقها

لكن آهاً لها مرملةً ... أعاذنا اللهُ من عوائقها

ومثله قوله

وما الدهرُ إلا كابنهِ فيه بكرةٌ ... وهاجرةٌ مذمومةُ الحرِ صيخدُ

وقال البحتري يمدح

صنتني من معاشرٍ لا يسمى ... أولوهم إلا غداةَ سبابِ

من جعادِ الأكفِ غيرِ جعادٍ ... وغضابِ الوجوهِ غيرِ غضابِ

خطروا خطرةَ الجهامِ وساروا ... في نواحي الظنونِ سير السرابِ

ومثله قوله

علمتك إن منيتَ منيتَ موعداً ... جهاماً وإنْ أبرقتَ أبرقتَ خلباً

وقال الخنساء ترثي أخاها صخراً

أغرُّ أبلجُ تأتمُّ الهداةُ به ... كأنه علمٌ في رأسهِ نارُ

مثلَ الرديني لم تنفدْ سريرتهُ ... كأنه تحتَ طيِّ البردِ أسوارُ

وقال أبو زبيد في غلامه وقد تبع حرباً قتل فيها

وقد تصليتَ حرَّ نارهم ... كما تصلى المقرورُ من قرسِ

تذبُّ عنه كفٌّ بها رمقٌ ... طيراً عكوفاً كزورِ العرسِ

عما قليلٍ علونَ جثتهُ ... فهنَّ من والغٍ ومنتهسِ

وقال ابن الرومي المتقارب

بني وهبِ باللهِ حارَ لكم ... من النائباتِ وأزمانها

يغيظُ العدَى أنكم عصبةٌ ... تبينَ رجحانُ ميزانها

وتقييدُ أطرافِ أقلامكمْ ... كأطرافِ أرماحِ فرسانها

لئن ضمنوا صونَ أملاكنا ... لما صان عيناً كأجفانها

وقال أبو العتاهية نحوه

وتقي المرء له واقيةٌ ... مثلما واقيةُ العينِ الجفونُ

ولأبي نواس في الفضل بن الربيع

كأن فيضَ يديه حين تسألهُ ... باب السماء إذا ما بالحيا انفتحا

وقال الطائي في الحسن بن وهب المنسرح

أبو علي أخلاقهُ زهرٌ ... غبَّ سماءٍ وروحهُ قدسُ

وحومةٌ للخطابِ فرجها ... والقومُ عجمٌ في مثلها خرسُ

شك حشاها بخطبةٍ عننٍ ... كأنها منه طعنةٌ خلسُ

أيامنا في ظلالهِ أبداً ... فصلُ ربيعٍ ودهرنا عرسُ

لا كأناسٍ قد أصبحوا صدأَ ال ... عيشِ كأنَّ الدنيا بهم حبسُ

في البعدِ منهم قربٌ من الروحِ وال ... وحشةُ من مثلهم هي الأنسُ

وقال ابن الرومي يهجو خالداً

أبلغا خالداً بأنكَ للشت ... مِ وللكلمِ في أديمكَ عطُّ

ضرطةٍ في قفاكَ يحسبهُ السا ... معُ ثوباً من الحريرِ يقطُّ

ألزمَ اللؤمُ أنفكَ الذلَّ حتى ... هي سيانِ ذلةٌ والمقطُ

ذاك تحتَ المذي مذال وهذا ... دملُ الذلةِ الذي لا يبطُّ

وقال البحتري في بني حميد

قبورٍ بأطرافِ الثغورِ كأنما ... مواقعها منها مواقع أنجمِ

ومثله قول الآخر

رمى الفقرُ بالفتيانِ حتى كأنهم ... بأطرافِ آفاقِ البلادِ نجومُ

وقال الطائي يرثي حميداً الطوسي

وقد كان فوتُ الموتِ سهلاً فردهُ ... إليه الحفاظُ المرُّ والخلق الوعرُ

ونفسٌ تعافُ العار حتى كأنهُ ... هو الكفرُ يومَ الروعِ أو دونهُ الكفرُ

وهذا مأخوذ من قول عبد يغوث اليهودي

ولو شئتُ نجتني من الخيلِ نهدةٌ ... ترى خلفها الجرد الجياد تواليا

ولكنني أحمي ذمارَ أبيكمُ ... وكان الرماحُ يختطفنَ المحاميا

وقال الطائي في بني حميد

عهدي بهم تستنير الأرضُ إن نزلوا ... بها وتجتمع الدنيا إذا اجتمعوا

ويضحك الدهر منهم عن غطارفةٍ ... كأنَّ أيامه من حسنها جمعُ

<<  <   >  >>