خلتها في المعصفراتِ الغواني ... وردةً في شقائقِ النعمانِ
أنتِ تفاحتي وفيكِ مع التف ... احِ رمانتانِ في غصنِ بانِ
لا أرى في سواكِ ما فيكِ من طي ... بٍ ومن بهجةٍ ومن ريحانِ
فإذا كنتِ لي وفيكِ الذي في ... كِ فما حاجتي إلى البستانِ
وقال آخر
بيضاءٍ في حمرِ الثيابِ كوردةٍ ... بيضاءَ بينَ شقائقِ النعمانِ
وقال أبو نواس
كأنَّ أيدِي مطاياهمْ إذا وخدَتْ ... تطا على حرِّ وجهي أو على بصرى
عندي من الشوقِ ما لوْ أنَّ أهوَنهُ ... يصبُّ في الماءِ لم يشربْ من الكدرِ
ولحبيب بن عيسى الكاتب جد بن ابن عون
إنا خلونا ليلةً مشهورةً ... طاب الحديثُ وعفتِ الأسرارُ
في كلِ مقمرةٍ كأنَّ بياضها ... للسامرينَ إذا استشقَّ نهارُ
فكأنها كانتْ علينا ساعةً ... وكذا ليالي العاشقين قصارُ
ومثله قول أبي نواس
ليلةٍ كاد يلتقي طرفاها ... قصراً وهيَ ليلةُ الميلادِ
وقال ابن المعتز
شبهتُ حمرةَ وجههِ في ثوبهِ ... بشقائقِ النعمانِ في النمامِ
وقال ابن الرومي في ابن دليلٍ النصراني وقد وعدهُ نعلاً
أنجزِ الوعدَ إنَّ خيرَ مواعي ... دكَ ما جاء خلفهُ مصداقكْ
لا يكنْ منْ وعدتهُ حين تلقا ... هُ قذاةً تخلها آماقُكْ
لا تلونْ تلونَ البغلِ في النع ... لِ ولا يختلفْ عليَّ مذاقُكْ
وقال ابن المعتز في حمار سليمان المتطببِ
هذا الحمارُ من الحميرِ حمارٌ ... ناحتْ عليه قلادةٌ وعذارُ
فكأنما الحركاتُ منه سواكنٌ ... وكأنما إقبالهُ إدبارُ
وقال إبراهيم بن المهدي يصف تعريش الكرم المتقارب
من ابنةِ كرمٍ تظلُّ النبي ... طُ تعملُ منه عريشاً عريشا
إذا أنتَ قابلتهُ خلتهُ ... مطارفَ خضرٍ كسينَ النقوشا
ولابن المعتز يصف كرماً
حتى إذا حرُّ آبٍ جاش مرجلهُ ... بغائرٍ من هجيرِ الشمسِ مستعرِ
ظلتْ عناقيدهُ يخرجنَ من ورقٍ ... كما احتبى الزنجُ في خضرٍ من الأزرِ
وقال آخر
الحبُّ ولهُ حتى يهمَّ به ... نفسُ المحبِّ فيلقَى الموتَ كاللعبِ
يكون مبدؤهُ من نظرةٍ عرضٍ ... أو مزحةٍ أشعلتْ في القلبِ كاللهبِ
كالنارِ مبدؤها من قدحةٍ فإذا ... تضرمتْ أشعلتْ مستجمعَ الحطبِ
ونحوه قول ابن الأحنف
الحبُّ أولُ ما يكونُ لحاجةٍ ... تأتي به وتسوقهُ الأقدارُ
حتى إذا اقتحمَ الفتى لججَ الهوى ... جاءتْ أمورٌ لا تطاقُ كبارُ
وقال أبو العتاهية
أمسي وأصبحُ من تذكركمْ ... وكأنَّ بي طرفاً من المسِّ
وكأنني مما تطاولَ بي ... منك السقامُ طليتُ بالورسِ
ولقد برمتُ من الحياةِ لما ... ضمنتني وعرضتَ من نفسي
ولأبي النجم الكاتب حبيب بن عيسى جدِ بن ابن عونٍ
فيا عجبي من صورةٍ آدميةٍ ... علاها بياضُ الشمسِ في صفرةِ القمرْ
فجاءتْ كما الدرِّ يشرقُ لونها ... كريحانةِ البستانِ للشمِ والنظرْ
يذكرني رياكِ ريحٌ مريضةٌ ... جرتْ بنسيمِ الروضِ في غلسِ السحرْ
وقال بشار نحوه المنسرح
بانتْ بقلبي صفراءُ رادعةٌ ... صبتْ علينا من حسنها فتنا
كأنها روضةٌ منورةٌ ... تجمعُ طيباً ومنظراً حسنا
وقال ابن الرومي
حبرُ أبي حفصٍ لعابُ الليلِ ... كأنهُ ألوانُ دهمِ الخيلِ
يجري إلى الإخوانِ جريَ السيلِ ... بغيرِ وزنٍ وبغيرِ كيلِ
كأنه من نهرِ الدجيلِ
وقال أبو نواس في قصيدةٍ
فقمتُ مختالاً أقلبهُ ... واندفَعَ النايُ مع الصنجِ
ثم توركتُ على متنهِ ... كأنني طيرٌ على برجِ
فكان منا عبثٌ ساعةً ... واندفعَ الحلاجَ في الحلجِ
وقال إسحاق الموصلي الهزج
ظباءٌ كاليعافيرِ ... كنوسٌ في المقاصيرِ
وأدبرنَ بأعجازٍ ... كأوساطِ الزنابيرِ
وقال ابن أبي ربيعة
يتقابلنَ كالبدورِ على الأغ ... صانِ في مثقلٍ من الأردافِ
بخصورٍ تحكي خصورَ الزنابي ... رِ ضعافٍ هممنَ بالإنقصافِ
وقال ابن المعتز