للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا ربَّ سرٍّ كنارِ الصخرِ كامنةٍ ... أمتُّ إظهارهُ مني فأحياني

وقال أبو نواس المديد

وابنُ عمٍ لا يكاشفنا ... قد لبسناهُ على غمره

كمنَ الشنآنُ فيه لنا ... ككمونِ النارِ في حجره

وقال آخر

سقياً لليلٍ مضى ما كان أطيبهُ ... لولا التفرقُ والتنغيصُ في السحرِ

إن الرسولَ الذي يأتي بلا عدةٍ ... مثلَ السحابِ الذي يأتي بلا مطرِ

وقال ابن المعتز

فدونكهُ موشى نمنمتهُ ... وحاكتهُ الأناملُ أيَّ حوكِ

بشكلٍ يأخذُ الحرفَ المحلَّى ... كأنَّ سطورهُ أغصانُ شوكِ

وقال العلوي

ساعٍ بكأسٍ بينَ ندماني ... كالغصنِ المنعصرِ الماءِ

كأنما يسعى لوجدي به ... ما بينهم في ثني أحشائي

أغارُ من وقفتهِ كلما ... قال لجاسي الكأسِ مولائي

حتى لقد صاروا وهم إخوتي ... من شدةِ الغيرةِ أعدائي

وقال البحتري

لم أوهمْ نعمتي تغدرُ بي ... غدرةَ الطلِّ سجا ثمَّ انتقلْ

زمنٍ تلعبُ بي أحداثهُ ... لعبَ النكباءِ بالرمحِ الخطلْ

وقال ابن المعتز في الاستسقاء المنسرح

قلتُ وقد ضج رافعاً يدهُ ... دعوا البرايا فاللهُ يكلأها

واستيقنوا بالرواءِ منه كما ... أبطأ وقرِ الدلاءِ أملأها

وقال ابن الرومي يعاتب رجلاً طلب منه حنطةً المتقارب

سألتكَ حباً لكشكِ القدورِ ... أنيساً بتلكَ السجايا الطرافِ

كأني سألتكَ حبَّ القلو ... بِ ذاك الذي من وراءِ الشغافِ

سألتُ قفيزين من حنطةٍ ... فجدتَ بكيلٍ من المنعِ وافِ

أنشد ابن الأعرابي

إذا ما أتاهُ السائلون توقدتْ ... عليه مصابيحُ الطلاقةِ والبشرِ

له في ذوي الخلاتِ نعمى كأنها ... مواقعُ ماءِ المزنِ في البلدِ القفرِ

وقال ابن الرومي يمدح

أضحى وحظُّ يديهِ من ثوابهما ... كحظِّ عينيهِ من وجهٍ له حسنِ

فما يرى الناسُ في يومٍ محاسنهُ ... أضعافُ ما هو رائيهنَّ في زمنِ

وله

جعلتُ فداكَ لم أسئل ... كَ ذاكَ الثوابَ للكفنِ

سألتكهُ لألبسهُ ... وروحي بعدُ في بدني

وقد طالَ المطالُ به ... وخفتُ حوادثَ الزمنِ

فرأيكَ في الحباءِ به ... وليُّكَ يا أخا المننِ

ولا تجعلهُ غزلاً ق ... رَّ حائكهُ إلى عدنِ

ألا واجعلهُ ممتثلاً ... محاسنَ وجهكَ الحسنِ

دقيقاً مثلَ فطنتكَ ال ... لتي دقتْ عن الفطنِ

حصيفاً مثلَ رأيكَ إن ... هُ والحزمَ في قرنِ

نقياً مثلَ عرضكَ إ ... نَّ عرضكَ غيرُ ذي درنِ

ولا تحسبكَ تفنيهِ ... كفى بالحمدِ من ثمنِ

وحسبكَ إنْ بخلتَ به ... بفوتِ الحمدِ في غبنِ

وقال البحتري يمدح

وإذا رأيتَ شمائلَ ابنيْ صاعدٍ ... أدتْ إليكَ شمائلَ ابنى مخلدِ

كالفرقدينِ إذا تأملَ ناظرٌ ... لم يعلُ موضعُ فرقدٍ عن فرقدِ

وقال ابن الرومي مررتُ بخباز يبسط الرقاق كأسرع من رجوع الطرف ما بين أن ترى العجين في يده كالكرة حتى تنداحَ فتصير كالقمر إلى مقدار لحظة فشبهت سرعة انبساطه بسرعة الدائرة في الماء يقذفُ فيه بالحجر فقلت

ما أنس لا أنسَ خبازاً مررتُ به ... يدحو الرقاقةَ وشكَ اللمحِ بالبصرِ

ما بينَ رؤيتها في كفهِ كرةً ... وبينَ رؤيتها قوراءَ كالقمر

إلا بمقدارِ ما تنداحُ دائرةٌ ... في صفحةِ الماءِ يرمى فيه بالحجرِ

وقال الطائي في الإفطار

رمقوا أعاليَ جذعةٍ فكأنهم ... رمقوا الهلالَ لليلةِ الإفطارِ

وقال ابن المعتز في البقِّ

بتُّ بليلٍ كلهُ لم أطرفِ ... جرجسهُ كالزئبرِ المنتفِ

يثبُ الجلدَ وراء المطرفِ ... حتى يرى فيه كشكلِ المصحفِ

أو مثلَ رشِ العصفرِ المدوفِ

وقال يحيى بن نوفل

دعونا الله ذا النعماءِ لما ... علينا طال سلطانُ العبيدِ

ليكشفَ ما بنا من سوءِ حالٍ ... بمسلمةَ المباركِ أو سعيدِ

فكنا والخليفةُ إذْ رمانا ... على الإخلاصِ بالغلقِ الحديدِ

كأهلِ جهنمٍ لما استغاثوا ... أغيثوا بالحميمِ مع الصديدِ

وقال بشار

<<  <   >  >>