للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا غدا المهديُّ في قومهِ ... أو راحَ في آلِ الرسولِ الغضابْ

بدا لك المعروفُ في وجههِ ... كالظلمِ يجري في ثنايا الكعابْ

وقال أبو العتاهية

ولربما حذر الفتى ... ما لبيسَ ينجَى من حذرْ

كالمتقي قطرَ السحا ... بِ وحولهُ في الأرضِ بحرْ

وقال آخر المنسرح

حورفَ عبدُ العزيزِ في أتنهْ ... وفي براذينهِ وفي هجنهْ

برذونُ عبدِ العزيزِ مضطربُ ال ... خلقِ يجلُّ الفلانُ عن ثمنهْ

كأنه والسياطُ تأخذهُ ... أخو وقارٍ أغضى على إحنهْ

وقال أبو النجم

يدنو من الجدولِ مثلَ الجدولِ ... يقذفُ في حنجرهِ كالمرجلِ

كانَّ صوتَ جرعهِ المستعجلِ ... جندلةٌ دهديتها في جندلِ

وقال ذو الرمة

فداوينَ من أجوافهنَّ حرارةً ... بجزعٍ كأثباجِ القطا المتتابعِ

وقال آخر المتقارب

فأوصيكمُ بطعانِ الكماةِ ... فقد تعلمونَ بأنْ لا خلودا

وضربِ الجماجمِ ضرَ الأص ... مِّ حنظلَ شابةَ يجني هبيدا

الأصم إذا ضربَ لم يسمع فهو يشد الضربَ والهبيد حب الحنظل وقال ابن الرومي

العينُ ما تنفكُّ من نظرِ ... والنفسُ لا تنفكُّ من طرِ

ومحاسنُ الأشياء فيكَ معاً ... فملالتيكَ ملالتي بصرى

متعاتُ وجهكَ في بديهتها ... جددٌ وفي أعقابها الأخرِ

وكأنَّ وجهكَ من تجددهِ ... متنقلٌ للعينِ في صورِ

وله المنسرح

لا شيءَ إلا وفيه أحسنهُ ... فالعينُ منه إليكَ تنتقلُ

فوائدُ العينِ منه طارفهُ ... كأنما أخرياتها الأولُ

وله أيضاً

طرفي لطرفكِ حين تنظرُ مقتلٌ ... لكنَّ طرفكِ سهمُ حتفٍ مرسلُ

ومن العجائبِ أنَّ معنًى واحداً ... هو منكِ سهمٌ وهوَ مني مقتلُ

وله أيضاً

وهبتْ له عيني الهجوعا ... فأثابها منه الدموعا

ظبيٌ كأنَّ بخصرهِ ... من ضمرهِ ظمأَ وجوعا

وقال بلعاءُ بن قيس

رأتني صريعَ الخمرِ يوماً فسؤتها ... وللشاربيها المدمنيها مصارعُ

معي كلُّ مسترخي النجادِ كأنهُ ... إذا ما بدا من أخمصِ الرجلِ ظالعُ

وقال ابن الرومي في موت محمد بن عبد الله بن طاهر

ماتَ الأميرُ وماتَ بدرُ سمائنا ... هذا يودعنا وهذا يكسفُ

قمرٌ رأى قمراً يجودُ بنفسهِ ... فبكى أخاهُ أخٌ مواسٍ منصفُ

وقال جعيفرانَ الموسوس في مواجرينَ

كأنهمْ والعيشُ تعلوهمُ ... وقد علتْ للقومِ أنفاسُ

بيادرٌ للخرجِ موقوفةٌ ... لما أتاهم إذنهمْ داسوا

وقال ابن الرومي في عبيد الله بن سليمان

تغنونَ عن كلِّ تقريظٍ بفضلكمُ ... غنى الظباء عن التكحيل بالكحلِ

تلوحُ في دولةِ الإسلامِ دولتكمْ ... كأنها ملةُ الإسلامِ في المللِ

وقال آخر

أمسى يجودُ بنفسهِ وكأنه ... قمرٌ تغشاهُ الدجى بكسوفِ

ومشى البلى في جسمهِ فكأنه ... وردٌ قطيفٌ مؤذنٌ بجفوفِ

وأحسن أبو الهندي في قوله

سقيتُ أبا المطرحِ إذْ أتاني ... وذو الرعثاتِ منتصبٌ يصيحُ

شراباً يهربُ الذبانُ عنه ... وبلثغُ حينَ يشربهُ الفصيحُ

وقال ابن المعتز يصف غيثاً

يكسو البلادَ قميصاً من زخارفهِ ... كأنه فوقَ جسمِ الأرضِ مزرورُ

ظلتْ جآذرهُ غرقَى مصرعةً ... كأنها لؤلؤٌ في الأفقِ منثورُ

ونحوه قول ابن الرومي يصف الشيب

كأنَّ سناني حين وافاهُ كوكبٌ ... أصيبَ به قطعٌ من المزنِ أقهدُ

أشرفتْ جليس جارية جعفر بن يحيى على صبيان البرامكة وهم يلعبون فقلت

كأنهمْ معْ بني الغوغاء في عددٍ ... درٌّ ومخشلبٌ في الأرضِ منثورُ

وكان الجماز يتعشق جارية بالبصرة وكان يغلبه عليها خادمٌ بالبصرة من خدم السلطان يقال له سنان فقال الجماز المضارع

ما للبغيضِ سنانٍ ... وللظباءِ الملاحِ

أليسَ زانٍ خصيٌّ ... غازٍ بغيرِ سلاحِ

وفيه يقول المجتث

ظبيٍ سنانٌ شريكي ... فيه فبئس الشريكُ

فلا ينيكُ سنانٌ ... ولم يدعني أنيكُ

وفيها يقول المجتث

ما كنتُ أحسبُ طغيا ... نَ تعشقُ الدهرَ غيري

<<  <   >  >>