للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما ما لا يحس ولا يمكن الإحساس به فلا يكون موجودًا.

عباد الله ولا يكفي الإيمان بأن لهذا الكون خالقًا، ولا الإيمان بأن وراء هذا الكون قوة مدبرة (١) بل لابد من الإيمان بالله بالأوصاف التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله، وأنه هو خالق هذا الكون وحده، والأمر له وحده، والعبادة له وحده، ولابد من وجود العبادة له وحده على وفق ما شرعه سبحانه.

عباد الله: إن العلم والإقرار بصفات الله تعالى وعظمته يدعو الإنسان إلى المبادرة بفعل الأوامر، والابتعاد عن المناهي، قال بعض السلف: ما عصى الله إلا جاهل. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبيَاء: ١٠٤] بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي سبحت الكائنات بحمده، هو تعالى كما وصف نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه، العالم بالأسرار والخفيات.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة مبرأة من الإشراك في الأقوال والأعمال والنيات.


(١) كما شهد بالإيمان لعلماء الصناعة والفلك من شهد، وادخلوهم في آية {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فَاطِر: ٢٨] وهم لم يصلوا بعد إلى إيمان أبي جهل وأضرابه الذين أقروا بربوبية الله وأنكروا إخلاص العبادة له.

<<  <   >  >>