للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بعد كلام: وإن الحنابلة متعصبون١ لمذهب الإمام أحمد في فروعه ككلّ أتباع المذاهب الأخرى فهم لا يدعون لا بالقول، ولا بالكتابة أن الشيخ ابن عبد


١ حاشا علماءهم من هذا التعصب، فهم بعيدون عنه، وسريعو الرجوع إلى السنة بخلاف غيرهم من مقلدة المذاهب الأخرى، وكيف يتعصبون لمذهبهم وقد قال شيخهم الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى:
"وأما مذهبنا فمذهب الإمام أحمد بن حنبل، إمام أهل السنة في الفروع ولا ندعي الاجتهاد، وإذا بانت لنا سنة صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عملنا بها، ولا نقدم عليها قول أحد كائناً من كان" "التحفة السنية ص ٥٩".
وقال أيضاً:
"ابن القيم وشيخه ابن تيمية إمام حقّ من أهل السنة وكتبهما عندنا من أعز الكتب، إلا أنا غير مقلدين لهما في كل شيء". "المصدر السابق ص ٥٣".
ها هي ذي كليات الشريعة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والرياض تدرس الفقه المقارن بين جميع المذاهب في أمثال المغني لابن قدامة، وبداية المجتهد لابن رشد، وتختار ما يثبت بالدليل من الكتاب والسنة الصحيحة، دون تعصب لمذهب من المذاهب، وذلك إرضاءً لله تعالى ولرسوله وتلبية لنداء أئمة المذاهب أنفسهم "رحمهم الله تعالى" في الأخذ بالحديث، والضرب بأقوالهم المخالفة له عرض الحائط، وأعلنوا جميعاً أنه غاب عن كل منهم كثير من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب عدم جمع السنة في عهدهم، وإنما جمعت بعدهم.
وما أصدق ما قاله الشعراني في "الميزان" "١/٦٢" ما مختصره:
"واعتقادنا، واعتقاد كل منصف في الإمام أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه أنه لو عاش حتى دونت الشريعة بعد رحيل الحفاظ في جمعها من البلاد والثغور وظفر بها، لأخذ بها وترك كل القياس كان قاسه –ومثله بقية الأئمة- وكان القياس قل في مذهبه ... "
"الهداية السنية ص ٩٩" "المصدر السابق ص ٥٣".

<<  <   >  >>