للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوهاب أتى بمذهب جديد ولا اخترع علماً غير ما كان عند السلف الصالح، وإنما كان عمله وجهده إحياء العمل بالدين الصحيح وإرجاع الناس إلى ما قرره القرآن في توحيد الألوهية والعبادة لله وحده ذلاً، وخضوعاً ودعاءً، ونذراً، وحلفاً وتوكلاً. وطاعة لشرائعه. وفي توحيد الأسماء والصفات، فيؤمن بآياتها كما وردت، ولا يحرف ولا يؤول، ولا يشبه، ولا يمثل، على ما ورد في لفظ القرآن العربي المبين، وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم. وما كان عليه الصحابة وتابعوهم والأئمة المهتدون من السلف والخلف رضوان الله عليهم. في كل ذلك وأن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لا يتم على وجهه الصحيح إلا بهذا.

اجلس إلى نجدي في أي مكان يكون، مهما كان مركزه، ومهما كانت معلوماته، فإنك لا تكاد تجلس إليه حتى يبدأ في الحديث عن الشيخ محمد، وعن مؤلفات الشيخ محمد، وجهاد الشيخ محمد، وما قام به من إصلاح، وما أنقذ الناس به من الشرك والوثنية إلى التوحيد والهداية الإسلامية وهم لا يجري على ألسنتهم إلا الشيخ محمد، أو الشيخ فقط، وقل أن تسمع باسم والده "عبد الوهاب".

من هذا نعلم أن منبت هذا اللقب وشيوعه، كان ولا بدّ بعيداً عن البيئات والأوساط النجدية قديماً وحديثاً.

إذاً فمن أين نشأ هذا اللقب وأين نبت؟ وكيف شاع هذا الشيوع؟

يغلب على ظني أنه نشأ في الأقطار والأوساط التي كانت تبذل أقصى جهدها لحرب هذه الدعوة والقضاء عليها في أيام حروبها الأولى، حين كان الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود، وحين كان والده سعود الكبير ينشران جناحي هذه الدعوة، ويبسطان نفوذهما على الجزيرة وما حولها إلى أطراف العراق والشام.

<<  <   >  >>