كان السلف رحمهم الله يحرصون على التباعد عن الشبه، وهذا منهج قرآني، فإن الله سبحانه وتعالى قد أمر العباد بأن يبعدوا عن الذين يخوضون في آيات الله، فقال سبحانه وتعالى:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ}[النساء:١٤٠] ، وقال جل ذكره:{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ}[الأنعام:٦٨] ، والخوض في الشبهات وإيرادها هو من الخوض في آيات الله؛ ولذلك تدل هذه الآية على ما كان عليه السلف رحمهم الله من تباعد عن الشبهات، وحرص على النأي عنها.