تكفير العلماء للباطنية دليل على كفر من أنكر شيئاً من الشريعة
والشاهد الثالث الذي ذكره الشيخ رحمه الله:[ويقال أيضاً: بنو عبيد القدَّاح الذين ملكوا المغرب ومصر في زمان بني العباس، كلهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويدعون الإسلام، ويصلون الجمعة والجماعة؛ فلما أظهروا مخالفة الشريعة في أشياء دون ما نحن فيه أجمع العلماء على كفرهم وقتالهم، وأن بلادهم بلاد حرب وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بأيديهم من بلدان المسلمين] .
بنو عبيد القدّاح انتسبوا إلى عبيد الله بن ميمون القدّاح، وهو يهودي في الأصل ادعى الإسلام، وادعى أنه من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه من فاطمة، فدعا إلى نفسه، وتشرذم حوله بعض ضعفاء الدين والإيمان والعقل، فكوّن دولة في بلاد المغرب، حكم فيها المسلمين، وتسلط عليهم، وأظهر الكفر والفساد والبدع، وامتدت دولته إلى مصر، وهم يعرفون بالدولة العبيدية أو الفاطمية، ومدة حكم هذه الدولة كانت قرابة مائتي سنة، وهم الروافض الغلاة الذين ساموا المسلمين سوء العذاب، إلا أن الله طهر البلاد منهم، وأدال أهل السنة عليهم، فأسقطت دولتهم، وتبددوا وتفرقوا، فهؤلاء الذين ملكوا المغرب ومصر في زمن بني العباس كلهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويدّعون الإسلام، ويصلون الجمعة والجماعة، إلا أنهم أظهروا مخالفة الشريعة في أشياء دون ما نحن فيه من صرف العبادة لغير الله أو من تجويز صرف العبادة لغير الله.
يقول رحمه الله:(أجمع العلماء على كفرهم وقتالهم) ، فالعلماء في ذاك الزمان أباحوا قتالهم، بل أوجبوا قتالهم، وحكموا عليهم بالكفر والردة، وأن بلادهم بلاد حرب كما يقول الشيخ، وغزاهم المسلمون حتى استنقذوا ما بأيديهم من بلدان المسلمين، فلم ينفعهم الإقرار بالشهادتين، ولم ينفعهم إقامة الجمعة والجماعات , مع ما أنكروه من شريعة رب السماوات.