للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لي: يا ابنَ الخطابِ! اصنعْ ما كُنتَ صَانِعًا، فقد أسلمتُ؛ فذهبتُ فجلستُ على السَّريرِ، فإذَا بصحيفةٍ وسطَ البابَ، فقلت (١): ما هذهِ الصحيفةُ ها هُنَا؟ فقالَتْ لِي: دَعَها (٢) عنك يا ابنَ الخطاب، فإنَّكَ لا تغتسلُ مِنَ الجنابةِ ولا تتطهَّرُ، وهذَا لا يمسُّه إلَّا المطهَّرون، فما زلتُ بها حتى أعطتنيها (٣)، فإذا فيها: (بسم اللَّهِ الرحمنِ الرحيمِ)، فلما قرأتُ: الرحمن الرحيم، تَذَكرْتُ من أينَ اشتُق، ثم رجعَتُ إلى نفسِي فقرأتُ [في الصحيفة] (*): {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، حَتَّى بَلغَ: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}، قَالَ: قُلتُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ، وأشهدُ أَنَّ محمدًا رسولُ اللَّهِ؛ فخرجَ القَومُ مبادِرينَ، فكبَّروا، واستبشرُوا (٤) بذلِكَ، ثم قالُوا لي: أبشرْ يا ابنَ الخطابِ فإنَّ رسولَ اللَّهِ [-صلى اللَّه عليه وسلم-] دعا يومَ الأثنين، فقالَ: اللهمَّ أعزَّ الدينَ بأحبِ [هذين] (*) الرَّجُلَينِ إليك: [إما] (*) عُمرَ بنِ الخطَّابِ، و [إما] (*) أبي جَهلِ بنِ هشامٍ، وإنَّا نرجُوا أن تكونَ دعوةُ رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- لَكَ، فقلتُ: دُلُّوني عَلَى رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، أين هُوَ؟ فلمَّا عَرفُوا الصدقَ [منّي] (*)، دَلُّونِي عَلَيه في المنزل الذِي [هو] (*) فيهِ، فخرجت (٥) حتى قرعْتُ البابَ، فقالَ: من هذا؟ فقلتُ: عُمرُ بْنُ الخطابِ، وقد عَلِمُوا شِدَّتِي لرسول اللَّه (٦) -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يعلمُوا بإسلامي، فما اجترأَ أحدٌ مِنهُم أن يفتحَ لِي، حتى قال لهم رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "افتَحُوا لَهُ، فإنْ يردِ اللَّهُ به خيرًا يَهْدِهِ".


(١) في حاشية (ب): فقال.
(٢) في (ش): دعنا.
(٣) في الأصلين و (ش): أعطيتنها تقديم الياء التحتية على التاء الفوقية. وما أثبتناه من البحر.
(*) زيادة من البحر.
(٤) في البحر: "فكبروا استبشارًا".
(٥) في (ش): فجئت.
(٦) في (ش): على رسول اللَّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>