للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أخْشَى أن لا يزوِّجني، قَالَ: فإن لم يزوِّجْكَ فمن يزوِّجُ وأنت أقربُ خَلْقِ اللَّهِ إليه؟ فانطلق عليٌّ إلى رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولم يكنْ لَهُ مثل عائشةَ، ولا مثل حفصةَ قَالَ: فلقي عليٌّ رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: إِنِّي أريدُ أن أتزوَّجَ فاطمةَ، قال: "ما معك؟ " (١)، قَالَ: ما عِندِي إلا دِرْعي الحُطَمِية، قَالَ: "فاجمعْ ما قَدَرتَ عَلَيه وائتني بِهِ.

قَالَ: فأَتَاهُ بثنتي عشرةَ أوقية أربع مائة وثمانين، فأتى بِهَا رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فزوَّجَهُ فاطمةَ، فقبضَ ثَلاثَ قبضاتٍ، فَدَفَعَها إلى أمِّ أيمنَ، فقالَ: "اجْعلِي منها قبضةً في الطِّيبِ" -أحسبُهُ قَالَ:- والباقِي فيما يَصْلِحُ المرأةَ مِنَ المتاعِ".

فلما فَرغَتْ مِنَ الجهازِ وأدخلتهم بيتًا، قَالَ: "يا عليُّ لا تُحدِثَنَّ إلى أهلِكَ شيئًا حَتَّى آتِيكَ.

فأتاهم رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإذا فاطمةُ متقنِّعةٌ (٢)، وعليٌّ قاعدٌ، وأمُّ أيمنَ في البيت.

فقالَ: "يا أمَّ أيمنَ ائتني بقَدَحٍ من ماءٍ"، فأتته بقعبٍ (٣) فيه ماءٌ، فشرِبَ منه ثم مجَّ فيه ثم ناوله فاطمة فشربت، وأخذ منه فضربَ به جبينَها وبين كتِفيها وصدرِها، ثُمَّ دَفَعَهُ إلى عليٍّ، فقالَ: "يا عليُّ اشربْ"، ثم أخذَ منه فضرب به جبينَهُ وبين كَتِفَيه، ثم قَالَ: "أهلُ بَيتي فأذهب (٤) عنهم الرِّجسَ وطهِّرهم تطهيرًا، فخرجَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأمُّ أيمنَ، وقال: "يا عليُّ! دونَك أهلك".

قَالَ البزَّارُ: لا نعلمُ رَوَاهُ عن ثابتٍ عن أنسٍ إلا مُحَمَّدُ بنُ ثابتٍ، ولا عنه إلا بشَّارٌ.


(١) في (ب): فافعل وصوبت بحاشيتها.
(٢) قوله: "متقنعة"، أي: مغطاة بقناع.
(٣) قوله: "بقعب"، القعب: القدح الضخم الغليظ الجافي.
(٤) في (ش): أذهب.

<<  <  ج: ص:  >  >>