للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- خديجةَ يقولُ [عمار]: أنا [من] أعلمِ النَّاسِ بتزويجِ رسوِلِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- إياها، كُنتُ من إخوانِهِ، فكُنتُ له خدنًا (١) وإلفًا في الجاهليةِ، وإنِّي خرجتُ مع رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ذاتَ يومٍ، حَتَّى مَرَرْنَا على أخت خديجةَ وهي جالسةٌ علَى أدمٍ (٢) لها، فنَادَتنِي (٣)، فانصرفتُ إليها، ووقف رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالَت: أما لصاحبِكَ في تزويج خديجة حاجةٌ؟ فأخبرتُهُ، فقالَ: "بَلَى لعَمْرِي"، فرجعتُ إليها، فأخبرتُها بما قَالَ رسولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فَقَالتْ: اغدُ عَلينا (٤) إذا أصبحتَ غدًا، فغَدَوْنَا عَلَيهم، فَوجدْنَاهُم قد ذَبَحُوا بقرةً وأَلْبسُوا أبا خديجةَ حُلَّةً، وضَربُوا عَلَيه قُبَّةً، فكلَّمتُ أَخَاهَا، فكلَّم أبَاهُ، فأخبر (٥) برسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ومكانه (وأنَّه) (٦) سَألَ أن يزوِّجَه (خديجة) (٦) فزوَّجَهُ، فصنعُوا من البقر طعامًا، فأكلنا مِنه، ونامَ أبوها ثم استيقظ، فقَالَ: ما هذه الحُلَّةُ، وهَذه القُبَّةُ، وهذا الطعامُ؟ فقالَتْ له ابنتُهُ التي كلَّمت عمَّارًا: هذه الحُلَّةُ كساكَهَا مُحَمَّدُ بْنُ عبدِ اللَّهِ خَتَنُكَ (٧)، و (هذه) (٨) بقرةٌ أَهْدَاها لَكَ، فَذَبَحناها حين زوَّجتَهُ خديجةَ، فأنكر أن يكونَ زوَّجَهُ، وخرجَ حَتَّى جاءَ الحِجر، وخرجت بنو هاشم حَتَّى جاءُوا، فقالَ: أين صاحِبُكُم الذي يزعمون (٩) أنِّي زوَّجْتهُ؟ فلما رَأَى رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- ونظر إليه، قَالَ: إن كنتَ زوَّجتُهُ وإلَّا فقد زوَّجتَهُ.

قال: لا نحفظه عن عمَّار إلا بهذَا الإِسنادِ.


(١) قوله: "خدنًا"، الخِدن والخدين: الصديق.
(٢) قوله: "أدم": الجلد.
(٣) في الأصلين: فبادرني.
(٤) في (ش): إلينا.
(٥) في (ب): أباها فأخبرته. وصوبت بحاشيتها.
(٦) ليس في (ش).
(٧) قوله: "ختنك"، الخَتنُ: زوج الإِبنة.
(٨) سقط من (ش).
(٩) في (ب): تزعمون.

<<  <  ج: ص:  >  >>