للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[على] منابرَ من نورٍ، وتخرجُ غِلمانُ المؤمنينَ بكراسِي من ياقوتٍ، فإذا قَعَدُوا وأخذَ القومُ مجالِسَهُم، بعثَ اللَّهُ عليهم ريحًا تُدْعَى المثيرة، فتثير (١) عليهم المسكَ الأبيضَ، فيُدْخِلُهُ (٢) في ثيابِهِم، وتخرجه من جيوبِهِم، فلا ريحَ أعلمُ بذاك الطيبِ من امرأةِ أحدِكم لو دُفِعَ إليها طيبُ أهلِ الدُّنيا.

ويقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: أينَ عِبادِي الذين أَطَاعُونِي بالغَيبِ، وصدَّقُوا رُسُلِي، فهذَا يومُ المزيدِ، فيجتمعونَ عَلَى كلمةٍ واحدةٍ: إنَّا قد رَضِينَا، فارضَ عنَّا، ويرجعُ إليهم في قولِهِ لهم: يا أهلَ الجنَّةِ لو لم أرضَ عنْكُم لم أُسكِنكُم جنَتِي، فهذَا يومُ المزيدِ، فسلوني، فيجتمعونَ عَلَى كلمةٍ واحدةٍ: أَرِنَا وَجْهَكَ ننظرُ إليه، قَالَ: فيكشِفُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ الحُجُبَ، ويَتَجلَّى لهم تبارك وتعالى، فيَغْشَاهُم من نُورِهِ، لولا أَنَّ اللَّه قضى أن لا يمُوتُوا لاحترقُوا، ثم يُقالُ لهم: ارجعوا إلى منازِلِكُم، فيرجعونَ وقد خَفُوا على أزواجِهِم وخَفِين عليهم مما غشيهم من نورِهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى، فلا يزالُ النورُ يتمكن حتى يرجِعُوا إلى حالِهِم -أو: إلى منازِلِهِم- التي كانوا عليها، فيقول (٣) لهم أزواجُهُم: لقد خَرَجْتُم من عندِنا بصوَرٍ، ورَجَعْتم إلينا بغيرها، فيقولونَ: تَجلَّى لنا ربُّنا عزَّ وجلَّ، فَنَظرنا إلى ما خفينا به عَلَيكم، قَالَ: فهم يتقلَّبُونَ في مِسْكِ الجنَّةِ ونعيمِها في كلِّ سبعةِ أيَّامٍ".

قال: لا نعلمُهُ يُروَى عن حُذيفةَ إلا بهذَا الإِسنادِ، تفرَّد به القاسمُ عنِ الأعمش.

وسمعتُ أحمدَ بنَ عمرِو بنِ عُبيدةَ (يقولُ: ذاكرتُ (٤) بهِ عليِّ بنَ المدِيني،


(١) في حاشية (ب): فنثر.
(٢) في (ش): فيدخلهم؟! وهو تحريف.
(٣) في (ب): فتقول.
(٤) في (ش): ذاكر ربه. وهو تصحيف سخبف. ونبَّه على الصواب الشيخ الأعظمي، وكان حقه أن يضع الصواب بمتن الكتاب، وينبِّه على الخطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>