للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من عليِّين على كُرْسيه، ثم حُفَّ الكرسيُّ بمنابرَ من نُورٍ، وجاءَ النبيُونَ حَتَّى يجلسُوا عَلَيها، ثم حُفَّ المنابرُ بكراسيَ من (١) ذهبٍ، ثم جاءَ الصدِّيقُونَ والشهداءُ حَتَّى يجلسُوا عَلَيها، ثم يجيءُ أهلُ الجنَّةِ حتى يجلِسُوا عَلَى الكثبِ (٢)، فيتجلَّى لهم ربهم تبارك وتعالى حَتَّى ينظرُوا إلى وجْهِهِ وهو يقولُ: أنا الذي صَدَقْتُكم وعدِي، وأتممتُ عليكم نِعْمتي، هَذَا نُحْل (٣) كرامَتِي، فَسَلُونِي؛ فيسألونَهُ الرِّضَى، فيقولُ [عز وجل]: رِضائِي أحلَّكم دَارِي، وأنالكم كرامتي، فسَلُوني، فيسأَلُونَه حَتَّى ينتهي (٤) رغبتهم، فيفتحُ لهم عند ذلك ما لا عينٌ رَأَتْ، ولا أُذُن سَمِعتْ، ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ، إلى مقدارِ منصرفِ النَّاسِ يوم الجمعةِ، ثم يصعدُ تَبَارَكَ وتعَالَى عَلَى كرسيِّهِ، فيصعَدُ مَعَهُ الشهداءُ والصديقونَ -قال أحسب: (٥) - ويَرْجِعُ أهلُ الغُرفِ إلى غُرَفِهِم، دُرَّةً بيضاءَ، لا قصم (٦) فيها ولا فصم، أو ياقوتة حمراءَ، أو زبرجدة خضراءَ، منها (٧) غرفها وأبوابها، مطردة فيها أنهارها، متدلِّية فيها ثمارها (٨)، فيها أزواجُها وخدمها، فليسُوا إلى شيءٍ أحوجَ منهم إلى يوم (الجمعة) (٩) ليزدادُوا فيه كرامةً، وليزدادوا فيه نظرًا إلى وجْهِهِ تبارَكَ وتَعَالَى، ولذلك دُعِيَ يومُ المزيدِ".

قال: تابَعه ليثٌ، عن عثمانَ بنِ عُميرٍ.


(١) في (ش): في.
(٢) قوله: "الكثب". جمع كثيب: وهو الرمل المستطيل المُحْدَودِب. وفي حاشية (ب): ج [أي جمع] كثيب.
(٣) قوله: "نحل". النُّحل: العطية والهبة ابتداءً من غير عوض ولا استحقاق.
(٤) في (ش): تنتهي.
(٥) في (ش): أحسبه قال.
(٦) قوله: "لا قصم فيها ولا فصم"، القصم: كسر الشيء وإبانته، وبالفاء: كسره من غير إبانة.
(٧) في (ب): فيها.
(٨) في حاشية (ب): أثمارها.
(٩) في (ب): القيامة. ولعله تحريف من الناسخ، وهو مخالف للسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>