وعلى كل حال، فلست أريد الآن الخوض في موضوع تغير المصالح، وتغير الأحكام بتغير الأزمان والأحوال، وإنما أردت فقط أن أنبه على مجال واسع من المجالات التي تحتاج إلى نوع من تحسين العقل وتقبيحه، من خلال تقديره للمصالح والمفاسد المتغيرة والمتجددة، وما تتطلبه من أحكام مناسبة.
أما تفصيل البحث في المسألة، فأدعه اكتفاء بما كتبه فيه عدد من العلماء قديمًا وحديثًا. ويحضرني منهم:
١- الإمام شهاب الدين القرافي، في كتابه "الإحكام في تمييز الفتاوي من الأحكام، وتصرفات القاضي والإمام".
٢- الإمام ابن قيم الجوزية، في عدد من كتبه، مثل:"أعلام الموقعين" و"الطرق الحكمية" و"إغاثة اللهفان".
٣- محمد أمين بن عابدين في كتابه "نشر العرف في أن بعض الأحكام مبناها على العرف".
كما أن كثيرًا من المؤلفات الحديثة قد تعرضت لهذا الموضوع وعالجت كثيرًا من جوانبه. وفي مقدمتها البحوث المتعلقة بالمصلحة، مثل "تعليل الأحكام" للدكتور محمد مصطفى شلبي "في الباب الثالث على الخصوص" و"المصلحة في التشريع الإسلامي ونجم الدين الطوفي" للدكتور مصطفى زيد، و"ضوابط المصلحة" للدكتور البوطي، و"نظرية المصلحة في الفقه الإسلامي" للدكتور حسين حامد حسان.
كما أن الدكتور يوسف القرضاوي قد تناول الموضوع في عدد من مؤلفاته ومقالاته. وفي مقدمتها:"شريعة الإسلام" و"الاجتهاد في الشريعة الإسلامية".
ويدخل في هذا الباب أيضًا، بحث الدكتور عمر الجيدي:"العرف والعمل في المذهب المالكي".