للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢- إن الحوادث التاريخية لا تخضع لسبب واحد، بل لمجموعة من الأسباب.

٣- إن أحداث التاريخ محدودة بالزمان والمكان.

أما الناحية الثانية في دراسة التعليل التاريخي، وهي دراسة معنى التاريخ ككل، فإن والش يؤكد ويلح على أن هذا لا علاقة خاصة له بعمل المؤرخين، لأن التساؤل عن معنى التاريخ ككل هو سؤال فوق التاريخ، فالتاريخ بمعناه الحقيقي هو انصباب جداول عديدة من الأجناس والأمم والعادات والحكومات والصناعات والأفكار والإرادات في تيار واحد من الأمل التقدمي وقد طرحت عدة نظريات للتعليل الواحد في التاريخ، أو معنى التاريخ ككل.

تقتسم اليوم ميدان فلسفة التاريخ مدارس عدة، تياراتها يكمل الواحد الآخر، وتحاول جميعها أن تنظر إلى تاريخ الإنسانية وحدة متكاملة، والمذاهب الفلسفية المعاصرة هي:

١- المدرسة البيوغرافية "مدرسة سيرة الأشخاص" أو مدرسة التراجم.

٢- المدرسة العلمية، أي أن التاريخ هو دراسة التطور العلمي التقني للإنسان.

٣- المدرسة الاقتصادية، وتنظر إلى كل التاريخ على أنه صراع الكتل البشرية أو الجماهير ضد استغلال الطبقات.

٤- المدرسة الجغرافية وترتبط بالمدرسة الاقتصادية في التفسير التاريخي، فأعمال البشر مسيرة بالجوع المادي والموقع الجغرافي.

٥- المدرسة الاجتماعية: تحاول أن تبحث في أصل المجتمع وبنيته ونشاطاته، معتمدة على الأسباب الطبيعية والحيوية العاملة كلها معا في موكب تطوري.

٦- المدرسة الفكرية المثالية: ويرى مؤرخو هذه المدرسة أن قصة تقدم الأفكار الإنسانية هي تاريخ الجنس البشري.

<<  <   >  >>