إن هذه الدراسات ترتبط بالأسلوبين التاريخي والتجريبي، لكنها تختلف عن الأسلوب التاريخي بكونها تمر من الحاضر إلى المستقبل، بينما يهتم الأسلوب التاريخي بدراسة سابقة ثم يتابع دراستها حتى فترة من الزمن قد لا تصل إلى الزمن الحاضر، كما أن الباحث في المنهج النمائي لا يستخدم أسلوب الضبط أو تثبيت العوامل كما يستخدم في المنهج التجريبي.
١- دراسات النمو: يعترف الباحث من خلالها على طبيعة التغيرات التي تحدث للكائنات التي يدرسها ومعدل تغيراتها والعوامل التي تؤثر عليها، فهو إذا كان يدرس النمو البشري، لا بد له من أن يعرف العوامل المؤثرة في النمو في مراحله المختلفة ومواعيد ملاحظة هذا النمو لأول مرة ثم تدرج النمو وطفراته وتوقفه واضمحلاله كنمو العقل والجسم والحركة.
يمكن دراسة النمو بطريقتين، وفي كل منهما يقوم الباحث بسلسلة من الملاحظات المنظمة والمخططة:
أ- الطريقة الطولية "Longitudinal" تقاس فيها حالات النمو لدى الأطفال في أعمار مختلفة على فترات زمنية معينة، حيث يقوم الباحث باختيار عينة في سن معين، ويلاحظ الظاهرة التي يرغب دراستها، ثم يتابع هذه الظاهرة بعد فترة زمنية، ثم بعد فترة أخرى، حتى تبلغ العينة سنا معينا، ويسجل الباحث نتائج كل ملاحظة في جدول خاص، يبين فيه العمر وتطور الظاهرة التي يتابعها الباحث "كلغة الكلام" ومن خلال الجدول الذي أنشأه يصل الباحث إلى النتائج.
ب- الدراسات العرضية: يتم خلال اختيار أكثر من مجموعة واحدة من الأطفال، يصنفون وفق أعمار زمنية مختلفة، ثم تطبق مجموعة واحدة من المقاييس على أطفال مختلفين من كل فئة "مستوى عمري" ثم تحسب النسب للمتغيرات لكل مجموعة وتحدد هذه النسب، لكي تصور أنماط النمو العامة لكل متغير لدى الأطفال من سنة معينة إلى