في كل من الطريقين أمر عسير ويتطلب دقة وصبرا، وفي كل الأحوال فإن لكل طريقة فائدتها الخاصة مما يحمل الباحث، وفقا لظروف بحثه على اختيار هذه الطريقة أو تلك.
٢- دراسة الاتجاهات: ترمي إلى الحصول على بيانات اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو سواها وتحليلها لتحديد الاتجاهات الغالبة والتنبؤ بما يحتمل حدوثه في المستقبل القريب أو البعيد.
يقوم الباحثون المهتمون بالتعرف على الاتجاهات بدراسة معينة تتكرر معينة تكرر سنوات عدة ويحددون الاتجاهات على أثرها، أو يجمعون معلومات من المصادر الوثائقية التي تصف الأحداث الماضية والحاضرة، وبعد مقارنة بين البيانات واستقراء لها ودراسة معدل التغيرات واتجاهاتها يتنبئون بأحداث المستقبل، وواضح أن هذا النوع من الدراسة يجمع بين المنهج التاريخي ودراسة الوثائق وغيرها.
يلجأ المسئولون عن وضع الخطط الاجتماعية والاقتصادية إلى هذه الطريقة، ويكثرون من استخدامها، وفي عملهم هذا فوائد وضرورة، لكن فيه أيضا الكثير من المغامرة، على اعتبار أن الاتجاهات دائمة التغير، وقد تطرأ ظروف ليست في الحسبان تغير الاتجاهات تغيرات جذرية، لذلك نستطيع القول: إذا كان التنبؤ بالاتجاهات قصير المدى فإنه يكون أكثر أمانا وضمانا من التنبؤات التي تتناول المدى الطويل البعيد، ولهذا ينظر إلى التنبؤات على أنها مؤشرات تساعد على فهم التطور المستقبلي للظاهرات المختلفة وليس على أنها مسلمات وحقائق.
وهكذا رأينا أن البحوث الوصفية توصلنا إلى حقائق دقيقة عن الظروف القائمة وتستنبط العلاقات الهامة القائمة بين الظاهرات المختلفة، وتفسر معنى البيانات وتمد الباحثين بمعلومات مفيدة وقيمة، وبذلك تساعد التخطيط والإصلاح، ووضع الأسس الصحيحة للتوجيه والتغير، وتعيننا على فهم الحاضر وأسبابه ورسم خطط المستقبل واتجاهاته.