للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبحثوا العلاج الطبيعي، وتشعب الطب العربي الإسلامي في العصور الوسطى فروعا، يقول ابن قيم الجوزية "ت ٧٥١هـ/ ١٣٥٠م":

"الطبيب هو الذي يختص باسم الطبائعي، وبمردوده "وهو الكحال أي طبيب العيون" وبمبضعه "وهو الجرائي أي الجراح" وبموسه وهو "الخاتن" وبمحاجمه ومشرطه وهو "الحجام وبخلعه ووصله ورباطه وهو "لمجبر" وبمكواته وهو "الكواء" وبقربته وهو "الحاقن".

لقد عرف التخصص في طب الأسنان، كما عرف جبر الأجزاء في الجسم، وقد أصبح علما قائما بذاته حتى يومنا هذا، ويرجع وقوفنا على براعة العرب في طب العيون إلى "يوليوس هيرشبرج" "Hirchbirg" أستاذ طب العيون بجامعة برلين سابقا، إذ أفرد سبعة مجلدات عن طب العيون عند العرب، نذكر هذا في حين أن أوروبا حرمت آنذاك صناعة الطب لأن المرض عقاب من الله.

ترجمت الموسوعات الطبية التي وضعها العرب اللاتينية، وألم بها أطباء أوروبا، نهلوا من معينها حتى مطلع العصور الحديثة، وفي مقدمتها كتاب "القانون" لابن سينا وهو جمع لخلاصة الطب عند العرب واليونان والسريان والأقباط وملاحظات جديدة وضعها عن الالتهاب الرئوي وعدوى السل مع وصف لسبعمائة وستين دواء. وقد اعتمد القسم الأول من القانون في المنهاج الرسمي لمن يرشح نفسه لنيل درجة علمية عليا في الطب في جامعة "مونبلييه" في فرنسا في سنة "٧٤١هـ/ ١٤٣٠م" وترجم إلى اللغات اللاتينية والرومانية والتركية والألمانية وطبع ونشر عشرات المرات. وقد ذكر مؤلفات ابن سينا وطباعتها "القانون وغيره" ألبرت فون هيللر "A. V. Haller" في كتابين صدرا في سنتي "١١٨٥هـ/ ١٧٧١م" و"١٩٠هـ/ ١٧٧٦م" وبحسب تصنيف الأب قنوات بلغت آثار ابن سينا الطبية "٤٢" كتابا ورسالة وأرجوزة ومقالة كان آخرها أرجوزة طبية في المجريات، نظمها قبل وفاته بأربعين يوما، وتتألف من "٣٥" بيتا ومن ورقة واحدة١.


١ مطلعها:
بدأت باسم الله في النظم الحسن ... اذكر ما جربته طول الزمن
وختامها:
هذا الذي جربته في عمري ... نظمته للمقتفي أثري

<<  <   >  >>