للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تميز ابن سينا باعتماده على الملاحظة والتجربة، كان أول من قال بالعدوي، ووصف التهاب السحايا، وعرف الدودة المستديرة "الأنكلوستوما" وميز بين أنواع اليرقان، ووصف السكتة الدماغية "الموت الفجائي" وأبدع "المرقد" أي المخدر، وأبدع "الزرقة" التي تعطي تحت الجلد ...

ومن تراث العرب الطبي موسوعة طبية "الحاوي" للرازي١ "ت ٣١٤هـ/ ٩٢٦م" وتدل مؤلفاته على الدقة والأمانة العلمية والمنهج العلمي السليم٢، وهو أول من طبق معلومات الكيمياء الحديثة على الطب، وقد طبعت مقالته عن الجدري أربعين طبعة باللغة الإنكليزية ما بين عامي ١٠٨٧-١٨٦٦م واستنار بهذه المقالة جميع الأطباء في مختلف أنحاء العالم.

عالم آخر هو ابن النفيس "ت ٦٨٧هـ/ ١٢٨٨م" كان من عباقرة أطباء التشريح، يقول المؤلف "رام لاندو" أن ابن النفيس يظهر في مؤلفاته الأصالة والتجديد، وقد سبق ميخائيل سرفيتوس الذي عاش في القرن السادس عشر، والذي ادعى أنه مكتشف الدورة الدموية الصغرى "الدورة الرئوية" وبقي علماء الطب يتداولون هذا الادعاء حتى القرن الحالي. وقد كان هذا الاكتشاف منسوبا إلى العالم الإنكليزي المشهور في حقل الطب وليام هارفي الذي ولد في عام "١٥٧٨م"، وذكر الأستاذ حيدر مات في كتابه "إسهام علماء المسلمين في الحضارة" أن اكتشافات ابن النفيس قد سبقت علماء أوروبا بثلاثة قرون، وأن كلا من سرفيتوس وكولومبوس وهارفي الذين وضعوا الدورة الدموية الصغرى قد اطلعوا على نظريات ابن النفيس في كتبه المترجمة، وتتجلى مآثره الطبية في كتابه "شرح القانون" ومن المؤسف أنه لم يطبع٣.


١ ولد أبو بكر الرازي في مدينة الري جنوب شرق طهران، وهي المدينة التي ولد فيها هارون الرشيد وابنه المنصور، كان في بداية حياته يتعامل بالصرافة ويضرب العود، وسنة وفاته على غير اتفاق بين مؤرخيه "٣٢٤هـ/ ٩٣٥م".
٢ م. مايرهوف "Log. Ofislam" ص" ٣٢٣-٣٢٤" نقلا عن الرازي في الجدري والحصبة، براون.
٣ بول غليونجي. ابن النفيس: سلسلة كتب أعلام العرب، العدد ٥٧، القاهرة د. ت.

<<  <   >  >>