لقد ذكر وليام هيويل "william wh" أحد المؤرخين الأولين، في كتابه الذي صدر في عام "١٢٥٣هـ/ ١٨٧٣م" أنه لما كانت مسيرة العلم تجسد حلقات أو أزمنة يحيا فيها العلم وينتعش بعد جمود، فإن العلم يزدهر بطبيعة الحال خلال فترات أطلق عليها اسم الفترات الاستقرائية "inductive Periods"، أما فترات الجمود "Stagnation Periods" فإنها هي التي تفصل بين فترتين استقرائيتين على امتداد الزمن، ويرى هيوبل أن أول فترة استقرائية هامة حدثت في عهد اليونان القدامى، أعقبتها فترة جمود تعرف بالعصور الوسطى، ونحا منحى هيويل الباحث الأمريكي والمؤرخ الشهير الذي عاش في القرن "التاسع عشر"، أندريه ديكنسن وايت "Andrew D. White" وكان التفسير الذي جاء به وايت أقرب إلى الخطأ منه إلى الصواب، وأن مجرى الأحداث في مسيرة العلم واضطرادها يشهد أن عكس ما زعم به وايت كان صحيحا، وهنا نؤكد على أن الكتاب الغربيين يتجاهلون دور العرب في تطور وتطوير العلوم منهجا ومضمونا، فإذا كان هيويل يرى أن فترة الجمود هي العصور الوسيطة، فأين هيويل من النتاج العلمي للعرب الذي يعتبر جذرا أصيلا للثورة العلمية التي حدثت فيما بعد كما ذكرنا آنفا.
لقد ذهب المؤرخون إلى البحث عن العوامل الداخلية والخارجية التي أظهرت أو ساعدت على إظهار النظريات في الماضي، فقد عالجوا في دراساتهم للعوامل الخارجية الأوضاع الاجتماعية والفكرية والاقتصادية التي سادت آنذاك، مما يكون له أثر كبير على اتجاه العلماء في تلك الفترة اتجاها محددا، وظهورهم على الناس بنظريات معينة، فيما أشار المؤرخون الذين نظروا بإمعان في الظروف أو "العوامل الداخلية" التي عملت على إبراز نظريات عصر الثورة العلمية أشاروا إلى العوامل التي تتصل اتصالا وثيقا بطبيعة العلم نفسه وتطوره على مر الزمن، ويبدو أن بدايات القرن "العشرين" شهدت مناصرة وتعاطفا مع أصحاب النظرة الخارجية، وكذلك شهدت النظرة الداخلية مؤيدها، وأصبحت تقف جنبا إلى جنب مع أصحاب النظرة الخارجية.