على النحو المناسب كباحث علمي، ولا يمكن أن يعتبر تدريبه مكتملا حتى يكتسب قدرا من المهارة في عدد من التقنيات، ومن أمثلة ذلك التعبير عن الأشياء بلغة الرموز، والقدرة على معالجة العلاقات القائمة فيما بينها، وصياغة ومعالجة الأفكار بلغة صورية، وتقويم مدى صحة هذه العمليات، ومعالجة البيانات وفهم مدلولها، وتعميم التجارب في صورة تفضي إلى نتائج هامة متميزة، ثم عرض الأعمال التي اضطلع بها الآخرون في الماضي والعمل الذي يضطلع به الباحث نفسه في الحاضر، كجزء من عملية تتحقق على مراحل، وترمي إلى إثراء وتنمية مستقبل المعرفة وتطبيقاتها، وأن يكون الباحث العلمي قادرا على التعبير عن نفسه بطلاقة وبشكل جذاب، بوساطة الكتابة في المقام الأول، ويضاف إلى ذلك أن المعرفة الجديدة، لا يمكن أن توجد على نحو مقالي ما لم تصبح بوساطة النشر جزءا من الذخيرة المعرفية المشتركة والمتاحة للجميع.
٢- الصفات الشخصية:
- الخيال والأصالة: عنصران لا غنى عنهما للإبداع وإن كان هناك عدد مثير للدهشة من العلماء الذين لا يعتقدون أن للأصالة أهمية في البحث، وقد حدد "مداوار" بإيجاز وظيفة الأصالة والخيال والإبداع في العملية العلمية كما يلي: كل اكتشاف وكل توسع في الفهم يبدأ كتصور خيالي قلبي، لما قد تكون عليه الحقيقة، ينشأ كتخمين مهم يصدر من داخل النفس، وهناك صفة أخرى من نوع مختلف تماما، لا يمكن بدونها أن تتحول صفتا الأصالة والخيال إلى الإبداع والإنجاز وهي:
- المثابرة: ومثال مشهور للمثابرة نجده عند كل من ماري وبيير كوري "mary and Piere Curie" في اكتشاف عنصرين هما الراديوم والبولونيوم، ومن تراثنا العربي تتعدد الأمثلة.
- سمة أخرى يجب أن تتوافر هي حب العلم: فهو الزاد الأساسي الذي يعين الباحث على التقدم في بحثه والوصول إلى نتائج سليمة.