للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"ت ٥٩٥هـ/ ١١٩٨م" و"دانتي" ... أيضا في ميدان الكيمياء القديمة "Alchemy"والتنجيم، كان فيها الإسلام المعلم وعالم الغرب هو التلميذ، فزاد في عدد الأفكار والخواطر التي اشترك فيها الجانبان.

- إنه لمن دواعي الأسف أن ما بأيدينا من معرفة بالعلوم القديمة العربية والإسلامية، لا يسمح لنا بإصدار حكم نهائي على مدى إسهام تراثنا في كل فرع بعينة من فروع العلم بشكل دقيق، لكن ما يعترف به الغربيون أن تراثنا زاخر علميا في مجالي الطب والفلك، أما البصريات فقد بز العرب فيها بأوضح صورة أساتذتهم الإغريق، بينما كان المؤتمر الهندي واضحا في الرياضات، ونورد هنا قول ابن طملس "ت ٦٢٠هـ/ ١٢٢٣م" الأندلسي، أبرز علماء الإسلام في علوم الهندسة والحساب والفلك والموسيقي على أسلافه القدامي " ... فمن العدل أن نتذكر أنه من المحتمل أن عددا جما من مؤلفات الأقدمين قد باد ... " وإنه لجدير بالتقدير لروحه العلمية البعيدة عن التحيز، وقد كتب هذا بعد أن ولى عصر الإنتاج وانصرم لدى أهل المغرب العربي، ثم انقطع التعلم منه إلا قليلا، كان في دولة الموحدين بمراكش ... "أما المشرق العربي فلم ينقطع سند التعليم فيه، بل إن أسواقه نافقة وبحوره زاخرة ... وإن كانت مدن العلم قد خربت مثل بغداد والبصرة والكوفة ... "١.

يقودنا هذا إلى القول بدورة العلم، وهي دائمة الحركة كما رأينا، يختلف دور الأمم فيه، فالعلم "الهيلني" ابتداعا وانتشارا أكثر منه إحياء وتجديدا، لقد اعتمد الفكر "الهيلني" على الحضارات القديمة، ويعترف هيرودوت بفضل الحضارتين المصرية والبابلية "موطن العرب القديم" على الفكر الإغريقي، ويقول سارتون "١٩٥٠" الذي درس الحضارات الإنسانية على اختلافها: إن العلم الروماني ليس إلا نسلا ضعيفا للعلم "الهيلني"، وما بعد الحضارة الإغريقية تشتت العلماء، وأحرق الكثير من الكتب، إلى أن جاءت


١ جرونيباوم. المرجع السابق ص٤٢٩.

<<  <   >  >>