للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الأدلة على عظمة الله، عظمة مخلوقاته، ومن ذلك قال تعالى: {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [غافر: ٥٧].

وقال تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} [الواقعة: ٧٥ – ٧٦].

وقال النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ» (١).

وقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَا السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ مَعَ الْكُرْسِيِّ إِلَّا كَحَلْقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضٍ فَلَاةٍ، وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلَاةِ عَلَى الْحَلْقَةِ" (٢).

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: «مَا السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرَضُونَ السَّبْعُ فِي يَدِ اللَّهِ إِلَّا كَخَرْدَلَةٍ فِي يَدِ أَحَدِكُمْ» (٣).

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " فالسموات السبع والأرضين السبع في كفه تعالى كخردلة في كف أحدكم، يعني: السموات السبع على عظمها والأرضين السبع مثلما لو وضع الإنسان في يده خردلة -وهي حبة الخردل التي بكبر حبة السمسم- وهذا أيضا تمثيل على سبيل التقريب، وإلا فالله تعالى أعظم وأجل، فكل المخلوقات بالنسبة له تعالى ليست بشيء" (٤).


(١) أخرجه أبو داود (٤/ ٢٣٢) ح (٤٧٢٧)، وقال ابن كثير في تفسيره (٨/ ٢١٢): " وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات"، وقال الذهبي في العلو للعلي الغفار (٩٧) ح (٢٣٤): "إسناده صحيح"، وفي فتح الباري لابن حجر (٨/ ٦٦٥): "إسناده على شرط الصحيح"، وذكره الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/ ٢٨٢) ح (١٥١).
(٢) أخرجه محمد ابن أبي شيبة في العرش (٤٣٢) ح (٥٨)، وابن حبان في صحيحه (٢/ ٧٦) ح (٣٦١)، وابن بطة في الإبانة الكبرى (٧/ ١٨١) ح (١٣٦)، وفي فتح الباري لابن حجر (١٣/ ٤١١): "وفي حديث أبي ذر الطويل الذي صححه بن حبان .. وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في التفسير بسند صحيح عنه"، وصححه الألباني بمجموع طرقه في سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/ ٢٢٦) ح (١٠٩).
(٣) تفسير الطبري ط هجر (٢٠/ ٢٤٦).
(٤) تفسير العثيمين لسورة سبأ (١٧١).

<<  <   >  >>