للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التجسيم وغيره، وكان منهم القصاص والمتصوفة الذين يتظاهرون بالتقوى والورع، ويضمرن الحقد على الدين وأهله١.

من أوضاع الزنادقة:

ونحن نذكر لك طائفة من الأباطيل، التي نسبوها للنبي صلى الله عليه وسلم وهو براء منها. فمن ذلك زعمهم أنه عليه الصلاة والسلام قال: "لما أراد الله خلق نفسه خلق الخيل، فأجراها حتى عرقت ثم خلق نفسه من ذلك العرق"، قال ابن عساكر: حديث إجراء الخيل موضوع، وضعته الزنادقة ليشنعوا به على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل، فقبله من لا عقل له وهو مما يقطع ببطلانه شرعا وعقلا.

ومن ذلك زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى خلق الملائكة من شعر ذراعية وصدره، أو من نورهما"، "وأنه -تعالى عن ذلك علوا كبيرا- ينزل عشية عرفة على جمل أورق، يصافح الركبان ويعانق المشاة"، وأنه عليه السلام قال: "رأيت ربي في المنام في أحسن صورة شابا موقرا رجلاه في خضر له نعلان من ذهب على وجهه فراش من ذهب"، وكروايتهم في عجيزة الحوراء، أنها ميل في ميل وفيمن قرأ سورة كذا وكذا، ومن فعل كذا وكذا أسكن من الجنة سبعين ألف قصر، في كل قصر سبعون ألف مقصورة، في كل مقصورة سبعون ألف مهاد على كل مهاد سبعون ألف كذا. وكروايتهم أن الفأرة كانت يهودية، وأنها لا تشرب ألبان الإبل، كما أن اليهود لا تشربها. وكروايتهم في السنور أنه عطسة الأسد، والخنزير أنه عطسة الفيل. وأن الضب كان يهوديا عاقا فمسخ.


١ ضحى الإسلام جـ١ ص١٣٧، وما بعدها.

<<  <   >  >>